علي حسين (السعلي)
أكثر من عشر سنوات من عمر منتدى عبقر الشعري بنادي جدة الأدبي.. سأحكي لكم أيها السيدات والسادة قصتي مع عبقر منذ البدء إلى بشارة العودة بالتفصيل إن سمحتم لي طبعا:
منذُ امتحتُ الحروف وشربت حليب الشِعْر من ثديي القصيدة، وحبوتُ حبوا حتى رأيتُ البحر أمامي فمشيت على ماء القوافي كالبرق محاولا ألا أسقط تمايلت قليلا يمنة ويسرة، وكنت حريصا أشد الحرص، ومع ذلك غرقتُ فرحا فسبحتُ كأمهر السبّاحين فاستخرجتُ بعضا من جواهر الأدب وقليلا من لآلئ الفكر فخرجتُ كهول البحر داخل دوامة تلفّ بي وأنا أرقص على التفعيلة مرة ومرات على قصيدة النثر وها أنذا أمامكم كاتبا يتحدّث عن الشِعْر من مغارة عبقر مارّا بأوديته هذه مقدمة يا رفاق الحرف أما المتن فاقرؤا معي:
أوّل شيء فكّرت فيه النشر، ليقرأ غيري ما أكتب، ووقتها كانت صفحة (روافد) في صحيفة البلاد منتشرة والمشرف عليها الصديق والأب الروحي لي شعريا الأديب الشاعر / عبد العزيز الشريف وهو الذي فتح المجال لكل المبدعين الشباب وقتها والذين هم الآن يشار لهم بالبنان في مصاف المتألقين… وهنا بعثت للصفحة عبر «الإيميل»أول نص»غيث الحروف» إن لم تخن ذاكرتي فنشرت بشكل جميل وصورة تعبيرية وهكذا توالت المشاركات، ولم ألتق بهذا الشريف، وكان الورق فقط طريقة التواصل بيننا، ثم عصفت بالبلاد ما عصفت بالصحف الورقية ولما عزل.. ثم جاء مشرف غيره فكان يوسف الرفاعي ثم حبيب علي حتى انقطعت عن ذلك ردها من الزمن وانتقلت من باحتي الطبيعة والجمال إلى عروس البحر جدة، وكان همي وقتها أعرف مكان النادي الأدبي العريق بهذه المدينة التي لا تنام!
وكان التواصل بالمقر القديم وذكريات أستاذ الأدب والذوق والأخلاق الأديب عبد الفتاح أو مدين- يرحمه الله- مرورا - بالوالد - أنا أسميه هكذا الدكتور عبد المحسن القحطاني العارف ببحور الشعر والمتحدث اللبق وصاحب الأسبوعية الشهيرة هنا بجدة حتى جاءت موجة الانتخابات عبر مجالس الأندية الأدبية وجاء مجلس أدبي جديد برئاسة الخلوق لقمة والقامة أدبا وأكاديميا وتواضعا الدكتور عبد الله السلمي والثلة الذين معه وهنا ظهر على السطح منتدى عبقر الشعري تقريبا عام 1433هـ انطلق… ووقفت بين الأب الروحي لي شعريا أخيرا وجها لوجه رئيسها الشاعر عبد العزيز بن حمود الشريف الذي تبنانا وراهن علينا ونرجو أن نكون عند حسن ظنه، وهكذا برز عبقر واستضاف شعراءه بجميع أطيافهم عمودي تفعيلة قصيدة نثر كِبار الشعراء داخل المملكة وخارجها وفتح المنتدى ذراعيه للشباب من الجنسين واحتفل عبقر بمرور عشر سنوات منذ تأسيسه، وهكذا مستمر في عطاءاته حتى وقت الله لا يعيدها كرونا عبر الزوم، فجاء الشاعر خالد الكديسي نائبا لمنتدى عبقر فبرز أكثر وطرحت فيه أفكارا جديدة من مثل صفحة على منصات إكس تويتر سابقا وعلى اليوتيوب وهنا ظهرت لقاءات جميلة ومبدعة…
وفجأة توقف أو هكذا يبدو لي على الأقل قبل وبعد انطلاق ما يسمى بالشريك الأدبي أحد إبداعات هيئة الأدب والنشر مشكورة لم نعد نسمع عن أمسيات عبقر وأنشطته فبدأ السؤال يلح عليّ كثيرا:
(يا جماعة أين عبقر ؟!) وهنا تجشمت وسألت رئيس النادي الأدبي بجدة لماذا توقف عبقر؟ فكانت إجابته شافية كافية مبشرة فقال:
لم يتوقف حتى يعود!!
سطر وفاصلة
خذي مني كل أوجاعي
ارمي شباك عينيك
فاصطادي لهفة شاعر
أثقلته المشاعر
سأحكي لكِ بقايا
من وشاح السحاب
ونهايات الاغتراب
وأوشاج الضباب
دعيني أنام تغطيني رموشكِ
نتوسّد كل أحلامنا تحت ذراعي