سلمان بن محمد العُمري
أنعم الله سبحانه وتعالى على المملكة العربية السعودية بأقدس الأماكن وأطهرها على وجه الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأثبتت المملكة على توالي الأيام ومرور الأعوام والسنين جدارتها وكفاءتها باستضافة الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن دون تفريق وبلا تمييز بينهم والمحافظة على أمنهم والقيام بما يلزم لهم من خدمات أثناء أدائهم فريضة الحج أو مناسك العمرة وتأمين سلامتهم، وهذا الاهتمام الذي يجري من مختلف النواحي قيادةً وحكومةً وشعباً يؤكد مكانة البلد الأمين وزواره لدى بلادنا الغالية.
لا يخفى على كل متابع اهتمام وتوجيه وتوصيات وإرشادات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- في بذل كل ما من شأنه راحة الحجاج والمعتمرين وسلامتهم وأدائهم المناسك بكل يسر وسهولة، والحقيقة معروفة لدى الأمة الإسلامية كلها ولا ينكرها إلا مريض جاحد أو كاذب حاقد.
والمسلم العاقل المنصف يثمن غالياً جهود قيادة المملكة العربية السعودية الكريمة في خدمة الحرمين الشريفين، وسهر المملكة العربية السعودية بكل أركانها قيادة حكيمة وشعباً كريماً على راحة حجاج بيت الله الحرام، وتيسير أدائهم المناسك بما يشهد به القاصي والداني، مما يعد صفحة بيضاء نقية في ميزان حسناتهم وسجل تاريخهم الناصع، وإن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في شأن توسعة الحرم وتطوير المشاعر المقدسة أو تعدد طوابق أداء بعض المناسك أو امتداد بعض المعالم، إنما يأتي انطلاقاً هذه القاعدة العامة، والرؤية الثاقبة، والفهم الدقيق لمفهوم التيسير، وكان الهدف الأساسي في ذلك هو نيل رضا الرحمن بخدمة الحجاج والمعتمرين الذين هم ضيوف الرحمن، وكانت الإجراءات التي قاموا بها في تحقيق خدمة الحجاج والمعتمرين مرتبة ومنظمة عبر مخططات مدروسة من جميع الجهات المتعاونة، وجاءت هذه التوسعة وفقاً لتزايد عدد ضيوف الرحمن من شتى دول العالم عاماً بعد عام، فرأت المملكة العربية السعودية أنه كان لزاماً عليها الاهتمام بقضية تسهيل وسائل أداء العبادة من حج وعمرة وما يتعلق بهما، مع إيمان ويقين بأن ما ينفق في هذا المجال هو الأبقى والأنفع خدمة للحجاج والمعتمرين.
وفي ظل ما بشر به وأعلنه معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة بأن أكبر عدد معتمرين في التاريخ -ولله الحمد - قد تحقق في العام الماضي، حيث وصل عدد المعتمرين من خارج المملكة في 2023 إلى 13.5 مليون معتمر، بزيادة 58 % عن أعلى رقم والذي كان في 2019 .
فقد أسعدنا وأسعد الأمة الإسلامية هذا الخبر، ولا شك أن وصول المعتمرين إلى 13.500 مليون يحقق مستهدفات رؤية 2030 ، فلله الحمد والشكر، ونقول باسم كل مواطن سعودي أهلاً بالمسلمين من كافة أنحاء العالم، وأتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادة المملكة وحكومتها وشعبها سائلاً الله تعالى لبلادنا دوام المجد واطراد النجاح والنصر المؤزر في ظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
اللهم احفظ المملكة العربية السعودية من كل سوء، اللهم رد كيد الكائدين وحسد الحاسدين وتربص المتربصين عنها يا رب العالمين.
* * * *
وقفة للشاعر عبدالمجيد العُمري:
هذي البلادُ أدام اللهُ عزتها
في هامة المجدِ تمحو ظلمة الدجنِ
..
بالبذل رافدةٌ للخيرِ رائدةٌ
للعون سابقةٌ في السرِ والعلنِ
..
سل المآذن والبيتين ما بذلت
أما رأيت الذي يغني عن العلنِ؟
..
أرضٌ مباركةٌ بالدينِ عامرةٌ
بالأمن شامخةُ الآكامِ والقننِ