رقية سليمان الهويريني
في كل حين يزداد إعجابي وتعجبي من ثورة قنوات التواصل الاجتماعي وبرامجها ومدى مساهمتها في تسهيل بعض الأمور الحياتية على الناس؛ إلا أن ثمة تحفظات حول محتواها لاسيما برنامجي (سناب شات والتيك توك) اللذين قلبا الموازين حينما دخلا بيوت الناس وحوّلا حياتهم لفوضى وشكل اجتماعي غير حقيقي.
وما يؤلم هو سلوك بعض مشاهير تلك البرامج التوافه ممن تسببوا بخرق نسيج المجتمع ونشروا فكراً استهلاكياً غريباً عليه، نتج عنه تغيير في بنية المجتمع ونسقه من خلال الاستعراض بالشراء غير المنضبط وتوزيع الهدايا الثمينة على العائلة والأصدقاء، حتى صار لهم الجيل مقلداً ولفعلهم معجباً، وبدأ الكثير من الشباب بالعزوف عن العمل الوظيفي والتوجه لتسجيل مقاطع تافهة طلباً للشهرة والمال، فمظاهر الثراء تبدو على هؤلاء المشاهير دون وظيفة أو عمل مستمر.
والمقلق ظهور أشخاص قاصرين فكرياً يقودون المجتمع نحو ثقافتين إحداهما الشره في الاستهلاك بشراء الماركات الغالية، والأخرى الاستجداء والشحاذة بطريقة احترافية واستغلال بعض الظروف الأسرية لديهم للحصول على مال أو كماليات كأثاث أو سيارة، والعجيب هو تفاعل رجال الأعمال بغرض الدعاية لمنتجاتهم وكذلك بعض أفراد المجتمع مما جعل فئة من المجتمع تستهويهم الطريقة البشعة والعمل بها دون حياء, لأنها تبدو سهلة ومستساغة لاسيما لدى بعض الأطفال والنساء والشباب القاصرين.
والمؤسف هو تناقل الناس هذه المشاهد حتى من هم خارج البلاد, وهذا في غاية الخطورة لأنه يظهر مجتمعنا متسولاً أو مستغَلاً، وتلك المشاهد موثقة يتناقلها الناس.
وبرغم نشاط وزارة الإعلام وسعيها لوقف مثل هذه المقاطع المؤذية المشوهة لمجتمعنا وعقاب من يتداولها؛ إلا أن الشق قد يستعصي على الراقع, لذا لابد من تعاون المجتمع بالتبليغ عنهم ومتابعتهم لأن في ذلك ردعاً لهم ووقف هذا السيل من السخف والتفاهة حفاظاً على نسيج المجتمع وأمنه.