أراد الله تعالى أن تضم حدودها السياسية والإدارية أشرف بقاع الأرض، حيث موطن خاتم الرسالات السماوية، دين الله الحق، ومهبط آخر اتصال بين السماء والأرض، القرآن الكريم، الذى أنزله الله تعالى على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبها بيت الله الحرام، الذى رفع قواعده إبراهيم الخليل وولده اسماعيل عليهما السلام، وتحققت دعوته عليه السلام بأن يرزق من أهلها الثمرات، وأن تهوى أفئدة الناس إليها. فكانت المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، ومهبط الوحى وموطن خاتم الأنبياء والمرسلين، وقبلة المسلمين للحج والعمرة في مكة المشرفة، وقد وهبها الله مع شرف العقيدة، شرف ملوكها وحكامها آل سعود، الأسرة ذات الأصل الكريم، والكفاح المشرف، والإيمان النقى، والإنسانية المدنية، فجمعت المملكة المدنية بكل عناصرها الحديثة، تحت حكم أسرة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود،طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك الأفاضل، الذين ساروا على نهجه الكريم، في خدمة الإسلام والمسلمين، ومدنية البلاد ورفاهية العباد.
ابتداء من الملك سعود رحمه الله تعالى، والملوك فيصل، وخالد، وفهد وعبدالله رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى بما قدموا، والآن تحت حكم خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين سمو الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان وفقه الله وحفظه ورعاه، ورؤيته الطموحة 2030 التي ستنقل المملكة إلى مقدمة الدول الكبرى المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً وعمراناً ومدنياً.
وفى تناغم واتساق يدعو للاعجاب، جمعت حكومة المملكة الرشيدة بين الحفاظ على التقاليد والآداب والعقائد الإسلامية،مع الاخذ بكل متطلبات المدنية والحداثة والتقدم، والمقيم أو الزائر للمملكة ينبهر بالمملكة في تخطيطها العمراني وتقسيم مدنها وطرقها، وتمتعها بكل مقومات الدولة المدنية المتقدمة الحديثة،مع المحافظة على الآداب الإسلامية في جو لا يشوبه قيود على حرية شخصية أو تمييز بين مواطن ومقيم، فالقانون المحترم الملتزم يطبق على الجميع في احترام وقواعد ثابتة، كما تتمتع المملكة بحكومة إلكترونية متقدمة، تقدم جميع الخدمات الإلكترونية بيسر ومرونة وسرعة متاحة للجميع.
وتتميز السياسة السعودية الخارجية بالسلام والإخاء والتعاون مع جميع دول العالم، مع الاهتمام بالدور العربي والإسلامي كدولة رائدة محورية في العالم العربى والإسلامي، وللمملكة أياد بيضاء في المساعدات الاقتصادية والإنسانية لجميع الدول، في ظروف المحن والكوارث، دون تمييز على أساس الدين أو العرق،من منطلق سياسة التعاون الإنساني والدور العالمي للمملكة.
والمملكة كذلك تفتح ذراعيها للعمالة الوافدة من جميع الجنسيات، ويعمل فيها جنسيات ما يقارب من 200 دولة، دون تمييز ديني أو عرقى أو جنسية، في تحقق لدعوة الخليل إبراهيم بأن تكون في أفئدة جميع البشر في العالم.
وللمملكة دورها المحوري في مساندة القضايا العربية والإسلامية، والوقوف مع الحق العربى ومناصرة القضايا الإسلامية، ومواقفها الثابتة القوية المشرفة في نصرة القضية الفلسطينية والمساعدات في شتى المجالات للدول والأقليات الإسلامية، والسعى الدؤوب لحل وتصفية النزاعات في المناطق الإسلامية وغيرها من المناطق، من منطلق السياسة العامة للمملكة التي تدعو للسلام والأمن العالميين.
** **
- كاتب مصري