منى السعدي
كل فرد منا له ميوله الفني الخاص والذي يعتبر بالنسبة له مأوى لشعوره الداخلي والذي يرغب في بعض الأحيان في تصديره للخارج على شكل من الأشكال التي تسمو بها نفسه، وبالطريقة التي يريدها.
الفن هو نتاج إبداعي للإنسان ووسيلة لتتواصل والاستكشاف، ويعتبر من الألوان الثقافية الذي نعبر فيها عن أفكارنا وعواطفنا وحدسنا ورغباتنا، وهو ميدان واسع وثري، وكل فن له ميادينه الخاصة والذي يحمل دلالات الوجدان والإحساس والشعور.
إنَ الوظيفة الرئيسية له هو تهذيب أفكار النفوس البشرية والارتقاء بها إلى مراتب عالية من الجمال والأنسة.
فهو يعبر منذ القدم على الهوية، وفي المجتمعات القديمة كانت تعرف هويتهم من خلال الأشكال الفنية التعبيرية والذي تدل عليه من خلال ملابسهم وطرازها والزخرفة والنقش على الصخور والرقص وهذه تعبر عن أجدادهم والأساطير السابقة.
والفنون لها أهمية كبيرة من الناحية التعليمية فهو يساعد على تحسين المهارات اللغوية وتحسين القدرات المعرفيَّة ومن الناحية الاقتصادية فهو يُسهم في زيادة الناتج المحلّي الإجمالي وتنمية اقتصاد الدولة ومن الناحية الاجتماعية يُحسن الأوضاع المعيشيّة للأفراد وتقوية الروابط وتعزيز مجموعة من القيم الإيجابية.
تعددت أنواع الفنون فهناك الفنون الحديثة ويمكن تقسيمها إلى:
الفن الأدبي: ككتابة الروايات والقصص والشعر والخواطر.
الفن التشكيلي: كالرسم والخط والهندسة والتصميم والعمارة والنحت.
الفن الصوتي: كالموسيقى والغناء وعالم السينما والمسرح.
الفن الحركي: كالرقص والسرك وبعض الرياضات والبهلوان والتهريج.
والفنان هو مبتكر للأفكار الغريبة والجديدة، فهو ذكي وصاحب خيال واسع و ركيزة الحضارة الذي يتم تناقلها من الأجيال الحالية إلى الأجيال القادمة، فهم يشعرون بتقدير لذواتهم، وبرضا نابع من قدرتهم من خلال أعمالهم الفنيّة.
وهناك عدة أقوال عن الفن منها مقولة شاتوبريان «الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان» ومقولة ستيفن كينغ «الحياة ليست نظام دعم للفن، وإنما الفن هو نظام دعم للحياة».
وفي الختام، الفن معنى داخلي فذ غير ظاهر يحتاج إلى التأمل العميق الذي قد تنقلك من عالم إلى عالم آخر تستمتع به، وهو وسيلة لتخفيف التوتّر وتحسين الحالة المزاجية.