عثمان أبوبكر مالي
حتى الآن سجل (المدير الفني) لمنتخب المملكة العربية السعودية، السيد (مانشيني) تفوقاً كبيراً على كثير من الإعلاميين والمحللين والمنظرين، السعوديين وغيرهم، وهو ينجح في إنهاء (الخطوة الأولى) المهمة للأخضر في مشوار البطولة الآسيوية التي يخوضها في الدوحة بنجاح تام وحسب ما هو (متفق عليه) من الجميع؛ رغم (العواصف) التي واجهته قبل أدائه مباراتيه الأوليين وأثناءهما، وأصبح الأخضر بعد المرحلة الثانية من البطولة (في دور المجموعات) على رأس مجموعته، وتبقى أن يحافظ على ذلك في مواجهته الأخيرة، وهو يلعب بفرصتي الفوز أو التعادل أمام منتخب تايلاند، مع العلم بأن منتخب تايلاند كان يصنف قبل انطلاقة البطولة على أنه ثاني أضعف فريق في مجموعته، إن لم يكن الأضعف.
مباراة الغد لن يقبل مدرب المنتخب السعودي (السيد مانشيني) بأقل من الفوز، ليحافظ الأخضر على سجله ويصعد بالعلامة الكاملة عن مجموعته، والمؤكد لدي أن لغة (الإيطالي الخبير) للاعبيه في غرفة الملابس، ستكون مختلفة وحادة وسيشدد على عدم التهاون أو الاسترخاء بعد ضمان التأهل، ليحافظ الفريق على لغة التفوق والتقدم بنغمة الفوز في الخطوات القادمة حتى النهاية (بحول الله وقوته) وبالتالي يكمل الأخضر طريقه نحو (الأهم) في الطريق نحو البطولة.
المدرب اعتبره حتى الآن (ناجحاً) في إدارة دفة طريق فريقه بالكيفية التي يريدها والأسلوب الذي اختاره، سواء على المستطيل الأخضر وفي غرفة الملابس، وعلى منصة المؤتمرات الصحفية، ويكفي أنه أبعد الأنظار عن أي أداء سلبي في عطاء لاعبيه أو حتى في أسلوب لعبه، وحول عنها الأنظار، من خلال تصريحاته (المقصودة) بمثل ما أبعد بها (الضغوط) عن لاعبيه، في حين يبدو على أداء اللاعبين ومستوياتهم في المباراتين الماضيتين (اشتعالاً) في نفوسهم تظهره الرغبة الذاتية العالية وردة الفعل القوية وحرب ضروس في نفوس الأسماء الأساسية والاحتياطية، ويؤكد ذلك (الاختلاف) الذي يحصل في أداء الفريق بعد التغييرات التي يجريها، وإدخاله الأسماء (الاحتياط) في مراكز الأسماء الأساسية، والانقلاب الذي أحدثته تلك الأسماء، سواء في المباراة الأولى أمام عمان، بإحراز التعادل بعد أن تأخر في النتيجة طويلاً، وكذلك في المباراة الثانية أمام منتخب قيرغستان (الناقص) مما يؤكد أن (لغة الحديث) للمدرب مع لاعبيه، مختلفة تماماً عن الصورة التي أخذها الكثيرون عنه، من خلال تصريحاته قبل انطلاقة البطولة وأثناءها، وكما (رسم البداية) بطريقته، فالمنتظر أن يكون له (تكتيك) إعلامي آخر في المرحلة القادمة من البطولة، ليستمر كعادته وبخبرته، من المدربين القلائل الذين يقودون غالبية الإعلام بطريقته، وليس العكس!
كلام مشفر
- المدرب الإسباني (خيسوس كاساس) المدير الفني لمنتخب العراق، قال بعد مباراة فريقه الاستهلالية (إنه لا يعد بالبطولة لوجود الكثير من المنتخبات القوية) وهذا نفس الكلام الذي قاله (تقريباً) السيد مانشيني، مع العلم بأن كاساس تحدث بعد فوزه في المباراة الأولى أمام أكثر المنتخبات ترشيحاً وهو المنتخب الياباني.
- في كل البطولات خاصة (المجمّعة) الترشيحات على الورق تعتمد على معايير كثيرة، قبل انطلاقة البطولة، لكنها تتغير على أرض الواقع مع خوض المباريات وظروفها والمستويات التي تقدمها بعض الفرق، وقدراتها التي تتغير، بعضها يرتفع مع تقدم المراحل والمباريات، فيظهر فريق لم يكن منتظراً على أنه (حصان البطولة) وقد يسقط فريق أو أكثر مبكراً رغم أنهما الأكثر ترشيحاً.
- أقوى سلاح في البطولات المجمّعة (الرغبة الذاتية) والروح القتالية العالية، التي يقدمها لاعبو الفريق - أي فريق- النموذج واضح أمامنا في الدوحة من خلال مستوى وأداء وروح المنتخبين (العراقي والأردني) وقد أصبحا بعد جولتين مرشحين للذهاب بعيداً.
- خط هجوم منتخبنا هو أقل خطوط المنتخب في الأداء والمستوى حتى الآن، وهو أمر متوقع، لكن المتوقع أيضاً أن (ينفجر) هذا الخط اعتباراً من مباراته أمام تايلاند فيبدأ في التسجيل ويواصل ذلك في المباريات الإقصائية القادمة، والتي لا مجال فيها للسلبية أو إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى، بل ولا أنصاف الفرص.
- ميزة كبيرة يمتلكها اللاعبون (الشبان) في المنتخب الوطني مع السيد مانشيني، هي تقبلهم لأساليب الأداء التي يرغب في اللعب بها في المباريات، بفضل حيويتهم و(الرغبة الذاتية) لديهم في تقديم أنفسهم بشكل قوي وجدي وسيظهر ذلك بشكل أفضل فيما تبقى من مباريات البطولة حتى النهائي - بحول الله وقوته.