د.إبراهيم بن عبدالله المطرف
أثبتت الأيام والأحداث، تعانق وتوافق شعبنا السعودي بقيادته السياسية، تحت أي ظرف أو مستجد، وهو أمر يسعد كلاً من القيادة والمواطنين، حيث يظهر شعبنا وبكل أطيافه، وقفة ترفع الرأس، ويجتاز المواطن في هذا البلد الكريم امتحان التلاحم والانتماء، بكل جدارة واقتدار.
والمواطن السعودي المتمسك بعقيدته وبهويته الوطنية، مستمر -ولله الحمد والمنة - في ولائه وتلاحمه وترابطه، ذلك الولاء الذي يزداد يومًا بعد يوم، فالمواطنة في أبسط معانيها، تعني الارتباط بالأرض، والولاء للوطن.
وعلى الرغم من أن مفهوم المواطنة ارتبط دائماً بالجنسية التي يحملها الفرد، إلا أنها باتت غير كافية للدلالة على معنى المواطنة، فقد يكون جواز السفر أو حفيظة النفوس، أو بطاقة الأحوال المدنية أو شهادة الميلاد أساساً للمواطنة، إلا أنها دون شك ليست كافية لتحقق معناها، حيث بات المعنى أوسع نطاقاً وأكثر شمولاً، من مجرد حمل جنسية دولة ما.
فمفهوم المواطنة يتضمن الشعور بالانتماء والوحدة الوطنية، ومن هنا، فإن غياب الشعور بالانتماء، يعني أن المواطن لن يؤدي ما عليه من واجبات تجاه وطنه.
ويؤكد الكاتب على حقيقة أنه لا مفر من العمل الجاد والمستمر على تعزيز ذلك التوافق بين القيادة والمواطن، ما يتطلب «عمل مؤسسي» يعزِّز روح الولاء، ويرسِّخ تفاعل المواطن مع الوطن، ويعمِّق مبدأ وثقافة التلاحم الوطني، ويؤسس لتعاون بين مكونات وشرائح المجتمع في هذا الاتجاه.
ولا يختلف اثنان، على أن ذلك توجه وطني مجتمعي، سيحظى بالكثير من التأييد، عمل يؤكد أهمية المشاركة الأهلية في تعزيز جهود الدولة، وسياساتها الرامية إلى تقوية الوحدة الوطنية، وترسيخ روح الانتماء.
ويؤكد الكاتب في هذا الصدد، أنه لو كتب لمثل هذا الجهد المجتمعي أن يرى النور، فسوف يحظى بمساندة لا محدودة من لدن القيادة السياسية، وبدعم كبير من رموز الوطن، ومن الشخصيات السعودية، ومن القطاع الخاص ممثلاً بالبيوت التجارية الأسرية الكبيرة، ومن المجموعات التجارية والصناعية والاستثمارية في البلاد، وخاصة من قبل أكبر مائة شركة سعودية، وكذلك من قبل الشركات الأجنبية التي تقوم بتنفيذ مشاريع البنية التحتية العملاقة في البلاد.
وسوف يحظى الطرح المؤسسي لتعزيز روح الولاء والانتماء، بتعاضد أهلي لا محدود، وبحماس من القيادات السعودية الشابة، من أبنائنا وبناتنا الذين أخذوا يتسارعون في الآونة الأخيرة، على المشاركات التطوعية، بأنواعها وبرامجها المختلفة والمتعددة.
ونجزم بأن القيادات الشابة ستكون أول من يبارك عملاً مؤسسياً كهذا، وسيسعون إلى الانخراط فيه بحماس منقطع النظير، خدمة لهذا التوجه السامي النبيل، ونجزم أيضًا أنهم سيحشدون الطاقات لإنجاح العمل وأهدافه، من خلال تبني المناشط والملتقيات والفعاليات التثقيفية والتوعوية، التي تعنى بالانتماء والتلاحم.
ونختم بالقول بأنه كثيرًا ما أذهلت وقفتنا الوطنية القاصي والداني، ويتذكر المواطن في هذا البلد الكريم، كيف أنه في زمن الربيع العربي، أذهلت وقفتنا العالم بقيادييه، وبرلمانييه، وسياسييه، ومراقبيه، وأكاديمية، وعلماء الاجتماع وكتّاب الرأي فيه.
لقد كان معظمهم يتوقع شيئاً مختلفًا عن تلك الوقفة المذهلة، التي دحر بها المواطن السعودي الوفي دعاة الفتنة، وأفشل افتراءاتهم الباطلة، وأقلامهم المأجورة.
حفظ الله لهذه البلاد قيادتها وأهلها، من كل سوء ومكروه.