نجلاء العتيبي
يحدد الهدف ويهاجم، خرج عن السيطرة، يستمر بالعنف، ينسف كل ما يوجه بدون رادع، أعاد برمجة نفسه ذاتيًّا، تحكم بأنظمة، التعرف على الوجه والصوت، قام بعمليات الاستنساخ. بعد أن تلقى الأمر الأول وكان الأخير من الكائن البشري الذي فقد التحكم بهذا الروبوت كليًّا.
أثناء مشاهدة أفلام الخيال العلمي، هل يراود الجميع هذا الشعور الذي ما إن بدأ العرض إلا ويضرب في صميم فكري، ويدخلني في دوامة تخيُّل مرعبة، فقصص الأفلام حتى وإن بدت لنا غريبة مستحيلة التصديق إلا أننا نرى منها ما يجعلنا نفكِّر بماذا لو, حصل هذا.. ولماذا صنعنا بأيدينا ما يهلكنا.
بسبب الدراما الصعبة والأحداث المتقنة التي تدور في هذه الأفلام عن قوة تأثير وسطوة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر. مع كل ما يُقال حوله مؤخرًا أصبحنا نتصوَّره وحشًا شرسًا يتربص بنا، ينتظر الانقضاض علينا، يرغب باستعبادنا وإبعادنا إن لم يستطع تدميرنا في طريق غضبه وتمرده على صانعه..
...عمومًا وعلى كل الأحوال دائمًا ما تحدث مبالغات كثيرة تجاه ما نجهله.
والأكيد أن العقل البشري السوي المسؤول قادرٌ على تقنين التقنيات حين يدرك جيدًا مخاطر سوء استخدام تلك الآلات التي تحاكي العقل البشري وتتفوق عليه..
بأبعاد تأثيرها، وسرعة تنفيذها للأمر، واختراقها الهائل لأهدافها.
بعيدًا عن كل التحذيرات والتنبؤات، وعن تصريحات من ندم على احتضانه، وعن رأي العلماء ومخترعيه والمهندسين المتسابقين على جعله أكثر كفاءةً ونموًّا.
يفكر الإنسان المسالم البسيط بهذه الثورة التقنية العالمية بجوانبها المختلفة المتوقعة، المفيدة منها والسلبية، ويسأل نفسه ما لم تكن أنظمته آمنة مسخَّرة لخدمة الإنسان وحمايته ونفعه، ما مصير العالم وحقوق الإنسان من هذا.
هل سيصبح الذكاء الاصطناعي مصدر تهديد للبشرية، وبديلًا للإنسان أم أنه الوسيلة والأداة الأكثر فاعلية بتحسين مستقبله ونقله إلى مزيد من الازدهارات والتطورات.
لحظة اطمئنان عند قراءة على موقع سدايا - SDAIA الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
«مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وضوابطه»
المبدأ الثالث - الإنسانية
يُسلط مبدأُ الإنسانية الضوءَ على ضرورة بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام منهجية عادلة مسموح بها أخلاقيًّا تستند إلى حقوق الإنسان والقيم الثقافية الأساسية؛ وذلك لإحداث أثر مفيد على الأطراف المعنية، والمجتمعات المحلية، والمساهمة في تحقيق الأهداف والغايات طويلة وقصيرة الأجل من أجل صالح البشرية، ومن الضروري أن يتمَّ تصميم النماذج التنبؤية بحيث لا تخدع أو تتلاعب أو تضع سلوكًا لا يُقصد به تمكين أو تعزيز أو زيادة المهارات البشرية، بل ينبغي لها أن تتبنى نهجًا تصميميًّا أكثر تركيزًا على الإنسان، يتيح له الاختيار واتخاذ القرار.
ضوء
«نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة، وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تمَّ استخدامها على النحو الأمثل أن تجنِّب العالم الكثير من المضار، وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة.
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.