محمد الخيبري
تجاوز منتخبنا الوطني ثاني جولات البطولة الآسيوية بفوز مستحق على منافسه منتخب « قيرغيزخستان « العنيف في أرضية الملعب وفي أقل الخسائر المجهود وبمستوى فني غير مقنع نظراً لاكتمال صفوف الأخضر ونقص في صفوف المنتخب القيرغاخستاني لطرد لاعبين اثنين أثناء مجريات اللقاء..
التحفظ الفني الذي لعب فيه المدير الفني للمنتخب السيد «روبيرتو مانشيني» قد يكون مُبَرراً نظراً لما تعرض له نجوم الأخضر من عنف في الالتحامات من لاعبي المنتخب المنافس مما حد من ارتفاع الرتم الفني والاعتماد على تشتيت أغلب الكرات بشكل عشوائي واستمرار تبادل الكرات القصيرة للحد من الالتحامات العنيفة..
أحياناً يكون كسب نتيجة المباراة أهم بكثير من تقديم المستوى الفني في المباريات المشابهة لمباراة منتخبنا الماضية تماماً كمباريات خروج المغلوب لا يتطلب بها المستوى الفني وإنما كسب النتيجة بأي مجهود وأي مستوى وأي وسيلة..
أتفهم تماماً «التوتر» الجماهيري الذي صاحب استعداد منتخبنا للمعترك الآسيوي وما بعد حادثة استبعاد ستة من نجوم المنتخب لأسباب فنية وإدارية وانضباطية والذي انعكس سلباً على القناعات الفنية للمدير الفني للمنتخب..
استمرار هذا التوتر بين مؤيّد ومعارض لذلك الاستبعاد تسبب في تراشقات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع «بعض» الأصوات الإعلامية نظراً للصمت من الجانب الرسمي المسؤول..
هذا الاستمرار ظاهرة «غير صحية» ألبتة ولا يخدم مصلحة منتخبنا بالدرجة الأولى ورياضتنا والكرة السعودية بشكل عام وقد يؤثّر سلباً على نجوم الأخضر فيما تبقى من المنافسة في المعترك الآسيوي خصوصاً بعد ضمان تأهل المنتخب للدور القادم والذي لا يحتمل أي إخفاق نظراً للمعنوية الجماهيرية المرتفعة والتطلعات في تحقيق منتخبنا للقب الآسيوي الغائب عن الخزائن السعودية مواسم طويلة..
وعلى الرغم من وجود «مقاومة» إعلامية وجماهيرية تصب في مصلحة المنتخب الوطني وان كانت بشكل «خجول» إلا أن هذه المقاومة تحتاج للدعم من المسؤولين بإدارة المنتخب والاتحاد السعودي لكرة القدم ووزارة الرياضة لضمان الاستقرار الفني والإداري للمنتخب وإبعاد نجوم المنتخب عن أي ضغوط..
صوت المسؤول والضرب بيد المسؤول الحديدية للمتجاوزين وكتابة الخطوط الحمراء العريضة لعدم المساس بالمنتخب هو مطلب منطقي لا يقبل الجدال لأن بالواقع والمعقول «تغليب» مصلحة المنتخب على أي لون لأن هذه المصلحة مصلحة وطنية يفترض أن يتفق عليها الجميع ويفترض أن تذوب جميع الألوان باللون الأخضر وتتوحَّد كل الشعارات بشعار الوطن..
مؤازرة المنتخب الوطني فيما تبقى من البطولة الآسيوية هي مسؤولية الجميع دون تكليف وفي أي زمان ومكان وهو من الواجبات الوطنية التي لا تشترط عمراً معيناً أو جنساً معيناً لأن الوطنية حق مكتسب للجميع..
ولعلي أجد هذا المقال موضعاً مناسباً لتقديم عتبي الشديد «لبعض» الأصوات والأقلام الإعلامية الكبيرة والمؤثّرة والتي لم تبادر لمشاركة الجماهير السعودية في تقديم «المباركات» والتهنئات في فوز منتخبنا الوطني دون الرجوع لأسباب ذلك الامتناع الذي لا مبرر له على الإطلاق..
عطفاً على أن تلك الأصوات والأقلام تملك تأثيراً في الشارع الرياضي إلا أن الامتناع هو طعن في «خاصرة» الأمانة المهنية الإعلامية وأخشى أن يمس هذا الامتناع وطنيتهم بكل أسف وأجدها دعوة صادقة لتلك الأصوات والأقلام لمراجعة النفس والحسابات حتى لا نخسرهم ويخسرهم وسطنا الرياضي..
قشعريرة
من الأولويات «الحتمية للسعوديين» دعم منتخب بلادهم كحق مكتسب للجميع وأمر يزيد المواطن رفعة واعتزازاً وشموخاً وعزة..
والوقوف والمؤازرة لمنتخبنا الوطني بالانكسار قبل الانتصار ودعمه بكل قوة سبب رئيسي لتحقيق طموح وتطلعات رؤية حكومتنا الرشيدة التي لم تدخر جهداً أو مالاً لرفاهية شعبها ونماء وطننا على كافة الأصعدة والصعيد الرياضي ضمن أولوياتها.