سلطان مصلح مسلط الحارثي
كلما خرجت مشكلة «داخلية، تخص نادي الهلال، أو تخص نادي النصر، ويكون هنالك تبادل آراء جماهيرية وإعلامية، تصل في بعض الأحيان للحدة والانقسامات، إلا ونجد في مقدمة أصحاب الآراء «الشاطحة» نجمَيْ فريقي الهلال والنصر السابقين، ياسر القحطاني وفهد الهريفي، وقد اعتدنا في الفترات الأخيرة، على وجودهما في المشهد الهلالي والنصراوي، وإن كان للهريفي آراء فنية صائبة «تخص ناديه»، إلا أن الحدة التي يستخدمها في آرائه، تجعل الغالبية من الجماهير النصراوية، لا تتقبل منه، بينما آراء ياسر القحطاني، لا تخص الأمور الفنية، فهو لا يقيم فنياً، بقدر مايشطح، مثلما وصف في تغريدة له جيسوس بـ»سوس»، في عز أزمة الجماهير الهلالية مع جيسوس، ومطالباتهم برحيله، حيث كان جل النجوم الهلالية، يسعون في تهدئة الأمور، وهناك من يتحدث عن الفريق والمدرب فنياً، بينما كان لياسر رأي آخر، وفي النهاية كان الخاسر الأكبر.
اليوم، الهريفي والقحطاني، وكالعادة «شطحا» على مدرب المنتخب السعودي الإيطالي مانشيني، قبل مباراته الأولى في كأس أمم آسيا أمام منتخب عمان، والتي كسبها الأخضر 2/1، حيث كانت آراء الهريفي والقحطاني خارجة عن السياق الفني، وتحدثا بشيء من «الغرور والغطرسة» عن مدرب عالمي، وتجاوزا بحقه «شخصياً»، بل ياسر القحطاني قال حديثاً لا ينبغي للاعب مثل ياسر قوله, ولكن القحطاني منذ اعتزاله، واتجاهه للتحليل، سلك طريقاً خاطئاً، وأصبح يتجاوز الخطوط الحمراء، سواء تجاه فريقه أو منتخب الوطن.
مشكلة ياسر والهريفي، هي مشكلة «شهرة»، فالنجمان كانا في المشهد وتحت الضوء، وحينما غابت عنهما الأضواء بعد اعتزالهما، أرادا إعادتها لهما، ولكنهما وقعا في المحظور، وسلكا الطريق الخطأ، وهذا مايجب أن يُنبه له ياسر وفهد، فالنقد الفني مطلب، ولكن التجاوز للبحث عن الشهرة لا يمكن القبول به، وإن كانت آراء النجمين التي تخص فريقيهما، سيواجهها جمهور الهلال والنصر، فنحن سنواجه ياسر وفهد طالما تجاوزا حدود النقد الطبيعي تجاه منتخب الوطن، ولن نصمت ونحن نرى التقليل من مدرب منتخبنا، من أجل انتصاره لعمله، وفرض النظام على جميع اللاعبين.
الأخضر بمن حضر
بأداء جيد، ونتائج مميزة، استطاع المنتخب السعودي التأهل من دور المجموعات والوصول لدور الـ16، قبل إقامة الجولة الثالثة التي بدأت يوم الاثنين، على أن تقام غداً مباراة منتخبنا أمام تايلاند.
الأخضر السعودي تأهل رسمياً بعد أن فاز في الجولتين الأولى والثانية، من أمام منتخبي عمان 2/1 وقيرغيزستان 2/0، وهذا التأهل أعتقد أن غالبية الوسط الرياضي كان يتوقعه، وعلى المستوى الشخصي، ذكرت ذلك في مقال سابق، وأشرت إلى أن منتخبنا وقع في المجموعة الأسهل، ولكن مهمته صعبة، وتوقعت تأهله عن مجموعته، إلا أن ماحدث في المؤتمر الصحفي الذي سبق لقاء عمان، جعلني أخاف على منتخبنا في دور المجموعات، حيث ضج الوسط الرياضي السعودي، وانقسم قسمين، مابين مؤيد للاعبين المبعدين، وما بين مؤيد للمدرب، وهذا ماجعلني أخاف من تأثر بعض اللاعبين بردة الفعل، ولكن انتصارنا على منتخب عمان، أعاد الثقة للوسط الرياضي، وجعل المتشائمين أو الباحثين عن الانتصار لآرائهم، يتقوقعون ويتراجعون ويختفون، ونتمنى أن يستمروا في اختفائهم حتى تنتهي البطولة، فنحن لسنا بحاجة لمن يبحث عن «الضوء» و «الشو» على حساب منتخب الوطن، بقدر مايحتاج منتخبنا لشخصيات «مؤثرة-إيجابية»، تدفع المنتخب «لاعبين ومدرباً» إلى تقديم المزيد من تحقيق النتائج والمستويات الإيجابية.
وتبقى الأدوار القادمة أكثر صعوبة، حيث سيواجه منتخبنا منتخبات قوية، تبحث عن لقب أمم آسيا، ولكن الوسط الرياضي يثق في قدرة الإيطالي الكبير مانشيني وفي لاعبيه، على تجاوز الصعاب مهما كانت، وإن كنت على المستوى الشخصي، أعتقد أن المنتخب بهذه الظروف ليس مطالباً بتحقيق اللقب القاري.
تحت السطر:
- فوز منتخب العراق على منتخب اليابان كان من أكبر مفاجآت البطولة الآسيوية، فالمنتخب الياباني، لعب عدداً كبيراً من المباريات ولم يخسر، وكسب منتخبات عالمية، وضرب منتخبات آسيوية بنتائج كبيرة، ولذلك كانت خسارته من منتخب العراق محل استغراب الجميع، ولكن هذه المباراة، تعطي الجميع درساً كبيراً، في كون المباريات لا يمكن توقع نتائجها، حتى وإن كانت الكفة قبلها تميل لطرف على حساب آخر.
- مدرب منتخبنا السيد مانشيني يقول («التصنيف يضع الأولوية لليابان وأستراليا وإيران وكوريا للحصول على الكأس»)، هذا الكلام ردده الكثير من المنتمين للوسط الرياضي، ولكن حينما قاله المدرب، انتقده البعض, مانشيني ياسادة قال الحقيقة، وهو بهذا التصريح خفف الضغوط عن لاعبيه.
- أنصح ياسر القحطاني وفهد الهريفي بالاستفادة من أسطورة كرة القدم السعودية سامي الجابر في كيفية تعامله مع القضايا الرياضية سواء التي تخص ناديه أو منتخب الوطن.
- الجمهور السعودي في قطر مبدع، وحضوره لافت كالعادة، والأكيد أنه سبب مهم في نتائج منتخبنا، فحضوره ودعمه يؤثر على لاعبي المنتخب بشكل إيجابي.
- في كل استفتاء، وكل إحصاء، وبعيداً عن الجهة التي تصدره، دائماً مانجد الهلال في مقدمة أندية آسيا، محتلاً المركز الأول، وهذا ليس بغريب على فريق تزعم القارة منذ التسعينيات الميلادية، ولا زالت أرقامه تشهد على حضوره وقيمته الآسيوية التي لا تعادلها قيمة أي نادٍ آخر في القارة الصفراء.