د. إبراهيم بن جلال فضلون
على غرار القرم واستعادتها للدفء الروسي وقع الدُّب الروسي «بوتين» وثيقة أعلن فيها الخلع الأمريكي لولاية ألاسكا الروسية الأصل، ببيان أن عملية بيع ألاسكا للولايات المتحدة قبل 150 عاماً، كان غير قانوني، وهي الطريقة ذاتها التي استخدمها مع شبه جزيرة القرم واستعادها فعلاً في 2014، لكن استعادة ألاسكا ستؤدي إلى حرب تحرق الكوكب لاستعادة أكبر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، بمساحة 1.6 مليون كلم مربع.
الأمر أثار زوبعة من الجدل لأن ذلك قد يعني بداية طلب إعادتها إلى الأراضي الروسية، التي باعتها عام 1867م مقابل 7.2 مليون دولار (أي ما يعادل حوالي 115 مليون دولار في وقتنا الحاضر)، و(بثمن 4.74 دولار للكيلومتر المربع الواحد)، بسبب عدد من المخاوف الإستراتيجية من قيصر روسيا «ألكسندر الثاني» منذ بداية عام 1860، حول مصير منطقة ألاسكا الروسية، لسيطرة الإمبراطورية البريطانية حينها على الإقليم، حيث كانت هذه الأراضي تقع في أقصى شرق الإمبراطورية، ومطلة على قارة أخرى، وصعّب ذلك على الجيش الروسي مهمة الدفاع عنها في حرب مستقبلية أمام أميركيا أو بريطانيا المتمركزة بقوة في كندا، وبالتالي تحولت لإحدى ولايات أميركا خلال حكم الرئيس الأمريكي «أندرو جونسون»، باتفاقية بيع عام 1867، وليس لصعوبة العيش فيها ونقص الموارد، حيث إنها تمتلك احتياطيات ضخمة من الذهب والنفط. لذا، فضّلت روسيا بيعها وتعزيز العلاقة مع أمريكا بدلاً من المخاطرة بخسارتها لصالح بريطانيا، وقد تم اعتمادها رسمياً كولاية «منفصلة» في 3 يناير 1959 .
وها قد أشعلها كعادة الأمريكان والصهاينة نائب السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية الأمريكية الأزمة حينما رد على أحد الصحفيين في سؤال حول ما يشاع عن توقيع بوتين لهذا المرسوم: «أعتقد أنني أستطيع أن أقول من جميعنا في الحكومة الأمريكية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يسترد ألاسكا». ليرد عليه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف: «روسيا لن تستعيد ألاسكا، التي بيعت للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، هذا كل شيء.. وكنا نتوقع عودتها في أي يوم.. والآن أصبحت الحرب أمرًا لا مفر منه إن الحرب تقترب».
بالفعل تقترب بعد التشتت الغربي الأمريكي ووقوعهم في شباك غزة بجانب إسرائيل التي أسقط قناعها طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وأدخلت الجميع في حرب اليمن بعد عدة حروب أثبتت فشل الإدارة الأمريكية في دولنا العربية، بل والعالم، وليست أفغانستان ببعيدة وأوكرانيا بعدها ثم الحرب القاضية بغزة الآن، التي أسقطت إسرائيل عليها في 100 يوم فقط 30 ألف قنبلة، أي 8 أضعاف ما ألقته أميركا على العراق في 6 سنوات، وأخيراً: لا يمكن الاستمرار في إعطاء إسرائيل صكّاً على بياض موقعا بدماء الفلسطينيين، بل لا يمكن الاعتماد على العجوزة الأوربية وفشل الأمريكان وسياسات الماسونية الصهيونية على حساب أبرياء العالم لا سيما العرب والمسلمين.