د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
ارتفعت حروفي عن السياقات العادية مما فرض علي وضعاً متعالياً في المدلول؛ لأنني سوف أرنو إلى حكيم وحاكم، وأسكب بوحي بين صفوفه المتراصة قوةً وشموخاً وغزارةً ومكارمَ أخلاق، واحتفاء بالعلم والثقافة والتاريخ والتراث، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، صاحب القدرة بل القدرات في إدارة المواقف، وصاحب القرار ولات بعدُ قرار.
«ذللَ الصعبَ ما تبدّى له الصعبَ
وألوى بالمشكلات الرهيبة»
وملكنا سلمان -حفظه الله- يجيد صناعة الاستقرار، ويقف على قمة تلك الصناعة بشموخٍ يملأ ما بين الأرض والسماء، وواقع المنظومة الإدارية لبلادنا الغالية الآن يعلن أن سلمان الملك- حفظه الله- وبكل اقتدار وصل إلى منابع القوة، وفرائد الفكر، وأقطاب العمل وأربابه المخلصين لصناعة نهضة الوطن وتصميم مستقبله.
نعم إن اختياراته- حفظه الله- ترفل بفخامة التشخيص للواقع، ومواطنه وبواطنه ثم هو -حفظه الله- جامعة في الاتصال والتواصل، وبارع في التحرك في محيطات الشعب بما يلزم ويقتضي.
وربما أعترفُ أن الحديث قد هزمني أمام وفيرٍ من خلال الحكم وظلاله، ولكن أمامي ارتحالٌ آخر نحو محبة الناس لشخص الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ أميراً للرياض، ثم ولياً للعهد، ثم ملكاً لكيان باذخٍ قداسةً ومنزلة.
عرفنا خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميراً للرياض، فكان نموذجاً لسمات الإمارة عند صغارنا وكبارنا، حين كانت الرياض في وجدانه، وكل منجزٍ فيها مقرونٌ بسلمان الباذل المؤازر، فمنابعه تترى، ونفحاته تملأ أجواء الرياض بالعطور، وفيوض عطاءاته كالسلسبيل العذب.
برعتْ في بنائها كفّ سلمان فكانت كفُّ الصناع الأريبة وفي إهاب ملكنا سلمان وشائج عليا مع الصحافة، فهي مشهودة له ومنه، كلما زهت وترقت تأملته باعثاً ومشجعاً ومقوّماً يملك فيها- حفظه الله- مقاييس وأدوات يقف الفكر والقلم لها احتراماً وبها إعجاباً.
تلك الجزيرة طابت في محاسنها
أكرم بها قمة أربت على القممِ
صحيفة الفكر أربى في معالمه
تُسقي ثقافته من بارد شبمِ
من نفح سليمان أقواف معطرة
من نبعه الجمّ من سلساله العَرمِ
أسدى لها من يد الأفضال مكرمة
من كل نبع غزير فيه منسجمِ
نعم إنه سلمان الملك الذي فهم حياة المواطن، فغرس محبته جذراً في شغاف القلوب. وفي هذه اللحظات الفاخرة من تاريخ بلادنا الغالية تحلُّ الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فنبثُّ للعالم أن بلادنا في عهدها الوارف دخلتْ مسترادًا مختلفًا في تلك الأعوام فحزمتْ عزائم القوة لتباري أحاديث الإتمام فاجتازتها سبّاقة، وأقامتْ منصات الثراء الداخلي الذي يتجاوز الشفرات والمفاتيح الخارجية! وعانقتْ فيها لحظات الفرح لتنثر واقعًا فوارًا يسلّمنا تلك الصور والعلامات والرموز الفارهة؛ فحلَّت الذكرى وبلادنا تمتلئ بانتصارات القرار السياسي؛ وبامتيازات عالمية فريدة، وتزخر كذلك بامتلاءات المنجز التنموي الداخلي الذي تتوالى منصاته في الأنظمة والتشريعات المحوكمة وبناء القدرات البشرية والتنوع الاقتصادي وتطوير المنجز الوطني نحو العالمية !فتعبق نسائم الخير في بلادنا لتبشر بحاضر وافر ومستقبل يتسامى؛ فمنصاتنا التنموية في البحر تمخر عبابه؛ وعلى اليابسة تُشْعلُ مدنًا حديثة تتحدى زُهْر النجوم خصوبة فتنبض وفاءً لهذه الأرض لتتدلى النيرات في ميادينها وتعلن الامتداد والاستدامة؛ وتُجلّي الحاضر في صور بهية!
وربما أعترفُ أن الحديث قد هزمني أمام وفيرٍ من خلال الحكم وظلاله في عهدنا الزاهر. -حفظ الله- خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وبلادنا المتفردة مكانا ومكانة!