سهوب بغدادي
بلا شك إن الجيل الجديد يعد سابقًا لزمانه في شتى المجالات، فليس بالغريب أن يكون أصغر أطفال العائلة أمهرهم في التقنية على سبيل المثال لا الحصر، وتتردد على مسامعنا مرارًا مقولة «هذا الجيل واعي»، بل «هذا الجيل عارف حقوقه» لذا قد يشعر البعض وبخاصة المربيين أن الطفل لا يعيش طفولته وسنه، ويظن الملازم لهؤلاء الصغار الكبار أنهم يضيعون أجمل لحظات وتجارب، كالألعاب الحركية والجري واللعب خارج المنزل مع الجيران وغيرها من الأمور التي كانت معتادة وجزءاً لا يتجزأ من تكوين الطفل، وأضحت من التاريخ، فكل طفل يمتلك جهازًا لوحيًا منذ السنين الأولى، ويجتمع الأطفال مع بعضهم البعض ليجلسوا سويًا ولكن كل طفل منهم على حدة برفقة جهازه، ويهرعون ركضًا عند سماع شارة تلك القناة التي تعج بالأناشيد وكأنها برمجة عميقة، لا بأس طالما كان المحتوى جيداً ويقدم رسائل إيجابية لذا يتساهل المربون في الموضوع، إلا أن وقت تعرض الطفل للشاشة خاصة في السنين الأولى من عمره أمر سيئ، فيما تبرز بعض التداعيات السلبية لغياب الرقابة على المحتويات التي يتعرض لها الطفل بأن يقلّد ذلك المحتوى السلبي أو الهدام، وأكثرها انتشارًا المقالب الخطيرة، الإسراف والهدر للطعام والشراب والحاجيات كتكسيرها وتحطيمها لأشلاء، والأسوأ محتوى الرقص والتقليد وبذلك قد يعرض الطفل نفسه وأسرته لانعدام الخصوصية والأمان والاستغلال -حمانا الله وإياكم- وهناك من يصر على والديه أن «يشحن» نقاطاً للألعاب التي ينافس فيها، والأدهى من يحظى ببيانات البطاقة البنكية لشراء ما طاب لهم، ثم يتفاجأ الوالد بمبالغ فلكية مهدرة بفعل الطفل، نعلم أن التقنية سلاح ذو حدين، ولها إيجابيات عديدة، بل إن التعليم في فترة الجائحة الصحية العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا لم يكن ممكنًا دون التقنية ومنصة مدرستي، لذا وجب على المربين وضع خطط مدروسة للطفل منها الوعي والأتيكيت الرقمي.