د. عيسى محمد العميري
فيما لو أردنا الحديث عن المكتسبات الأخيرة في المملكة العربية السعودية. فإنه لابد لنا هنا من أن نعرج في مسيرة المكتسبات والإنجازات التي تحققت أن نذكر مجالاً مهمّاً هنا يتمثل في نشر الثقافة والسلام في المنطقة من خلال الفعاليات والأنشطة والملتقيات التي تقوم المملكة بتنظيمها وانفردت في هذه الفعاليات دوناً عن غيرها من الدول في العالم فكانت سبّاقة في هذا المجال وهو بالطبع مجال جديد كلياً على صعيد الثقافة في العالم أجمع. وبالتالي فإن هذا النشاط يعطي آفاقاً ذات قيمة كبيرة جداً. إذ تضيف بعداً جديداً للرؤية الثقافية بعيون عصرية جديدة توافق مقتضيات المرحلة التي اعتادت على أوجه الثقافة المحدودة والتي اعتدنا عليها لعقود ماضية نشاطات تقتصر على فعاليات تجري يوماً في السنة وتنتهي مع انتهاء الحدث بينما الثقافة الحالية وفق رؤية المملكة الحالية تنظر للثقافة من وجهة نظر مغايرة ومختلفة عن التقليد المعتاد. وما نرغب في قوله هو أن النقلة النوعية في الحراك الثقافي إحدى أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير، الذي تشهده المملكة منذ إطلاق رؤيتها الطموحة المملكة 2030 وبناءً عليه فقد أسست رؤية المملكة 2030 التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع بداية انطلاق الأنشطة والفعاليات الجديدة منذ سنوات ماضية لانطلاقة جديدة لثقافة المملكة باعتبارها إحدى أهم محركات التحول الثقافي، وتجعل تلك الرؤية من الثقافة أسلوب حياة ورافداً مهماً في المنظومة الثقافية، وتوفّر منتجات ثقافية مميزة تساعد في رفع مستوى جودة الحياة في المملكة، وتعطي الرؤية أولوية للاهتمام بالثقافة باعتبارها إحدى محركات التحول والتغيير والتنمية وتحسين جودة الحياة.
في هذا السياق، تؤكد أهداف رؤية المملكة 2030 على «المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح»، مع تأكيد موقع الثقافة في الحياة العامة، باعتبارها عنصراً رئيسياً في صناعة التحول الوطني نحو التنمية البشرية. كما أنه ومن جانب آخر جعلت الرؤية مفهوم الثقافة واسعاً وشمولياً بالتجربة الثقافية، وساهمت في رفع مستوى النشاطات الثقافية، وتطوير واستثمار كل ما له علاقة في قضية الثقافة بخطوطها العريضة وفتحها للسائحين من جميع دول العالم، إضافة إلى وجود معاهد وأكاديميات للفنون بخبرات عالمية، ودور سينما بأحدث التقنيات، ودعم المواهب الشابة من خلال التبني والابتعاث للدراسة المختصة، التي جعلت السعودية تحتل موقعاً ثقافياً متقدماً بين نظيراتها في دول العالم.
ومع تشكيل الهيئات الثقافية، انطلقت عشرات الفعاليات التي كسرت النمط التقليدي الذي اعتاده الناس في الأنشطة الثقافية. أصبحت الثقافة قريبة جداً من الناس، ومعبّرة عن أحوالهم، وعن تطلعاتهم. استوعبت الفنون البصرية وفنون الأداء والموسيقى والمسرح والسينما، كما استوعبت ابتكارات الشباب.
وكان على الثقافة أن تزيح عن كاهل المجتمعات المحلية عبئاً ثقيلاً تراكم عبر السنين، يمقت البهجة، ويشد الرحال نحو التاريخ والتراث والماضي، ويحدث القطيعة مع الحداثة، وأصبحت الثقافة السعودية أهم محركات التغيير نحو مجتمع منفتح تقبل النقلة الثقافية النوعية بكل أريحية. الأمر الذي جعل المملكة منارة للثقافة والسلام.
** **
- كاتب كويتي