خالد هايل السويلمي - عرعر:
تتمتع منطقة الحدود الشمالية بمساحة كبيرة جدا مقارنة بالمناطق الأخرى، وتمتد حدود المنطقة بما يقارب 800 كيلو متر طولاً ابتداءً من مدينتي الشعبة ورفحاء شرقا حتى محافظة طريف غربًا مروراً بمدينة عرعر العاصمة الإدارية لمنطقة الحدود الشمالية، والتي تضم ثلاثة مطارات محلية واقليمية في كل من عرعر ومحافظاتها رفحاء وطريف، حيث تم إنشاء تلك المطارات في الثمانينات الميلادية تزامناً مع نشوء المدن الثلاث وبعد اكتمال مشروع التابلاين النفطي الكبير الذي أنعش المحافظات الشمالية.
من أهم تلك المطارات هو مطار عرعر الإقليمي الواقع على الطريق الدولي ضمن نطاق مدينة عرعر والذي تأسس عام 1981 ميلادي، ليتم تطويره عام 2019 وتوسعته وافتتاحه بحلته الجديدة وبنفس موقعه الحيوي السابق اذ افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان أمير منطقة الحدود الشمالية عام 2020 م ليصبح أحد معالم المنطقة وشاهدا حضاريا على تنميتها المتواصلة لما يتمتع به المطار من طراز عصري أنيق ،علاوة على السعة الكافية والأنظمة الحديثة فيه والجودة العالية لينافس أغلب المطارات الحديثة، وبما يتوافق مع تطلعات القيادة في رفع كفاءة وتحسين مطارات المملكة عموماً، وتماشيا مع الرؤية الطموحة الثاقبة 2030 لتقديم أفضل الخدمات للمسافرين، حيث تم توسعة صالة المطار الجديد لأكثر من مليون مسافر سنويا في حال التشغيل المستقبلي الكامل، وأكثر من 10,000 رحلة في السنة الواحدة.
ويتطلع المسافرون من الأهالي والزوار للمنطقة إلى تسيير رحلات دولية من مطار عرعر الإقليمي ليكون مطاراً دولياً فعلياً، وهذا ما تنوي هيئة الطيران المدني الإعلان عنه قريبا في تسيير أول رحلة دولية من مطار عرعر خصوصاً بعد الإعلان عن الحصول على عدد من الرخص التنظيمية للتشغيل الدولي وتهيئة الأجهزة والكوادر للاستعداد لتسيير تلك الرحلات، ومن المأمول أن تكون الرحلات الدولية المرتقبة في حال اعتمادها باتجاه العواصم العربية القريبة من المنطقة مثل القاهرة وعمان والشارقة وحتى اسطنبول شمالاً.
وتتسع مواقف السيارات في مطار عرعر بعد افتتاحه مؤخراً لـ 616 موقفاً، كما تبلغ مساحة مبنى صالة السفر بعد أعمال التطوير 12000م2 ومبنى الصالة الملكية 1800م2 ومبنى الإطفاء والإنقاذ 3200 م2 ومبنى إدارة المطار 850 م2.
تسهم المطارات الثلاثة في التنمية المحلية منذ سنوات اقتصادياً وتجارياً واجتماعياً وذلك من خلال الرحلات الداخلية التي تربط مدن المنطقة بمختلف مدن المملكة ورغم النقص في عدد الرحلات الداخلية حالياً يتطلع السكان والزوار ورجال الأعمال لوضع خطة أفضل مستقبلاً بالتعاون مع تجمع المطارات الثاني الذي يدير تلك المطارات لزيادة الرحلات الداخلية تماشياً مع التزايد السكاني والتجاري ولا يزال هناك من يناشد هيئة الطيران المدني لتنويع الوجهات اليومية لمطار عرعر، خصوصاً الرحلات الداخلية مثل الرياض وجدة والدمام والمدينة والقصيم وحفر الباطن، كما أنه من المأمول أن تخلق مطارات المنطقة في حال أن عملت بطاقتها الكاملة في انعاش الوظائف اللوجستية أمام الباحثين عن العمل من التخصصات التقنية والتطبيقية.
هيئة الطيران المدني وتجمعاتها لديها خطوات أساسية ضرورية في تفعيل تلك المطارات التي تعتبر نوافذ اقتصادية وتجارية واجتماعية، وهي بمثابة الموانئ لتلك المدن في أقصى المملكة ومن المهم معالجة الأسباب التي تؤخر التوسع في ربط المنطقة بالمناطق الأخرى من خلال الرحلات الداخلية الاقتصادية والبدء في تسيير الرحلات الدولية. علماً بأن مطار عرعر أصبح مجهزاً لاستقبال جميع أنواع الطائرات.
تتناغم تلك الأمنيات بتسريع تكثيف الرحلات الجوية الداخلية والدولية لمطار عرعر مع ما تشهده منطقة الحدود الشمالية من نشاط رسمي وتجاري واقتصادي وثقافي وطبي يتجلى في المؤتمرات والمعارض والمهرجانات والاستثمارات، وأصبحت الفعاليات الحكومية والخاصة تتوالى بشكل شهري أو ربما اسبوعي بمتابعة حثيثة من سمو أمير المنطقة للحراك التنموي في القطاعات الحكومية أو في مجال الاستثمار وتشجيع رجال الأعمال.