علي الخزيم
- وافق مجلس الوزراء بجلسة الثلاثاء 23 يناير الجاري على الاتفاقية العربية لمنع ومكافحة الاستنساخ البشري، ويُعرّف أهل الاختصاص الاستنساخ البشري بأنه: توليد كائن بشري حي أو أكثر؛ كل منها نسخة إرثيّة من الآخر بغير لقاء بين حيوان منوي ذكري وبويضة أنثوية باستخدام أسلوب النقل النووي أو التشطير الجنيني أو أي أسلوب آخر يؤدي إلى ذلك.
- تهدف الاتفاقية إلى منع ومكافحة الاستنساخ البشري وكشفه بكل أشكاله وأنواعه، وسائر الجرائم المتصلة به وملاحقة مرتكبيها، وتعزيز وتنظيم التعاون العربي في هذا المجال، ومن أبرز بنودها: أن تتعهد الدولة الموقعة على الاتفاقية بأن تتخذ ما يلزم من تدابير تشريعية لمنع إجراء عمليات الاستنساخ البشري، أو القيام بنقل الحمض النووي (DNA) للخلية الجسمية بقصد توليد كائن بشري حي في أي مرحلة من مراحل التطور البدني لجعله متطابقاً جينياً مع كائن بشري آخر.
- يُفهم مِمَّا ينشر بين حين وآخر عن قضية الاستنساخ أن الهدف هو علمي بحت لتطوير أبحاث علمية واستخلاص نتائجها كأسس تُبنى عليها إجراءات مستقبلية طبية وعلمية، كما يُفهم أنه بعيد عن مسألة إكثار الجنس البشري إذا ما قارنا الموضوع مع دعوات تُعَد شاذة لتقليص أعداد البشر بحجة أن الكرة الأرضية قد لا تستوعبهم خلال عقود قادمة إذا ما استمر تزايدهم بالإحصاءات الحالية، وأن العجز سيكون واضحاً جداً عن تلبية متطلبات المعيشة بجوانبها المتعددة.
- وثمَّة مسألة أخرى قد تندرج تحت موضوع الاستنساخ ذلكم أن إحصاءات تتحدث عن زيادة الإناث على الذكور أو العكس؛ وتُغلِّب الإحصاءات الإناث بالعدد ويستتبع هذا مسائل متعلقة بأمور الزواج والمهور ومن سيدفع التكاليف للآخر لانقلاب الأوضاع بحسب اختلاف نِسَب الرجال عن النساء؟ وقد تحضر هنا معايير التفاضل عند بعض الشعوب بين الذكر والأنثى والأنَفَة الناتجة عنه حين القوامة وتحمّل الأعباء.
- كما تحدثت أقوام عَمَّا أسموه بساعة القيامة؛ وهي ليست كالساعة المعروفة؛ بل إنها محاولة لقياس مدى اقتراب البشرية من تدمير العالم؛ ومختصرها أن مجموعة من علماء الذرة فكروا عام 1947 بالساعة التي يكون الناس فيها قد حوَّلوا الكرة الأرضية إلى كتلة غير صالحة للحياة والاقتراب من الإبادة الكاملة بالنظر إلى التهديدات النووية والتغيرات المناخية، ومع أن الأمر يتعلق بتذكير الناس بالمخاطر على كوكبنا إلَّا أن الغالبية لم يلتفتوا إليه.
- المتشائمون القانطون الساخطون على كل ما حولهم بالكرة الأرضية لم يقرؤوا ما بالذكر الحكيم من لدن خبير عليم كما بالآيتين (62 - 63 من سورة الزّمر) إذ قال الحق سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} الآية، وكما بالآية 61 يونس؛ قال سبحانه: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، فلم ولن يكون شيئاً مما خلق جل شأنه متروكاً سدى، أو للعبث، فالمولى عَزَّ وجَلَّ يُدبّر الأمر كله إلى أجل يعلمه هو وحده دون سواه من المخلوقين.