رمضان جريدي العنزي
لرسونا الكريم صلى الله عليه وسلم أخلاق عظيمة، وسلوك قويم، وهو معلمنا ومرشدنا وملهمنا وقدوتنا ومنارتنا، كان صلى الله عليه وسلم يعمد أحياناً إلى المزاح مع أصحابه، فيزيل عن قلوبهم الهم لكي لا تصدأ، وعن أرواحهم الشجن لكي لا تتعب، رأفة منه ورحمة وحناناً بالمسلمين والمسلمات، لقد جاءته امرأة عجوز تسأله أن يدعو لها بدخول الجنة، وهنا أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمازحها فقال لها ما معناه: (إن الجنة لا تدخلها عجوز) وقد وقع عليه هذا القول موقع الصاعقة، وانصرفت وهي تبكي، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ترد إليه، وحين عادت قال لها ما معناه: (إنك لا تدخلين الجنة وأنت عجوز، ولكنك تدخلينها شابة)، ثم تلى عليها صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا}، فابتسمت وضحكت وسرت، لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لنا: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) إن ديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، مليء بالبشائر، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}، والآيات في ذلك كثيرة ومتعددة، أن المتقين يعيشون حياة نقية خالية من الشوائب والأدران والأحقاد، ملئها ذكر الله وعبادته وطاعته، وهكذا تتوالى عليهم النعم والمسرات والبركات وتحفهم الرحمات، إن تدبر القرآن الكريم فيه بشائر تمنح النفوس طاقة إيجابية عناوينها المودة والمحبة والفرح والسرور، وتزرع بالقلوب الطهارة، وبالروح البياض، وتبث فيها الطمأنينة والاستقرار النفسي والهدوء وزوال التوتر والقلق، إن تدبر آيات القرآن الكريمة يمنح طاقة إيجابية هائلة ذات تأثير بالغ في نفس الإنسان، فهو يهز وجدانه، ويرهف أحاسيسه ومشاعره، ويصقل روحه، ويوقظ إدراكه وتفكيره، وتجعله يعيش في هدوء نفسي واستقرار روحي، وهكذا نجد القرآن شفاءً وبلسماً للنفوس ينزل عليها فتعلوها السكينة، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، فطوبى لهم وحسن مئاب.