خالد بن حمد المالك
كان سمو أمير دولة الكويت بيننا في الرياض في أول زيارة خارجية لسموه، واختياره للمملكة في أولى زياراته خارج الكويت لها دلالات ومؤشرات ومعنى، أبرزها التقدير العالي من سموه للملك وولي العهد ولبلادنا كونها الدولة الكبرى بين دول مجلس التعاون وعلى مستوى المنطقة، فضلاً عن الروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
* *
كان استقبال الضيف نوعياً، على المستوى السياسي والشعبي والإعلامي، وكان الفرح والتقدير وإبداء الشعور بمحبة الكويت وأميرها واضحاً على محيا الملك وولي العهد والشعب السعودي, بما لم يكن مستغرباً أو غير مألوف، نسبة للتقدير الذي تحمله قيادة المملكة لأمير الكويت ولبلاده ومواطنيه.
* *
استقبال الملك للأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، وتقليد ولي العهد لسموه قلادة الملك عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وقبل ذلك استقبال سمو ولي العهد لضيف البلاد في المطار، ونقل مشاهد الاستقبال على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام، وكذلك قدمت طائرات الصقور السعودية استعراضاً جوياً، مع إطلاق المدفعية السعودية إحدى وعشرين طلقة، كل هذا ترحيباً بالشيخ مشعل الصباح.
* *
ولم تكن الزيارة التي لم تستغرق طويلاً من الوقت خالية من أن يجمع سمو ولي العهد في حفل غداء تكريمي سمو الشيخ مشعل بعدد من أصحاب السمو والفضيلة والمعالي وعدد من المواطنين لتمكينهم من السلام عليه، وفرحهم بقدومه إلى بلده الثاني المملكة العربية السعودية، ضمن مشاهد التكريم الذي قُوبلت به الزيارة الرسمية لسمو أمير دولة الكويت.
* *
وبين المهام التي صاحبت الزيارة الأميرية ما تم من استعراض للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو أمير دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح والوفد المرافق لسموه، بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما عبّر عنه الزعيمان من ترحيب بتنامي العلاقات بين البلدين الشقيقين، وزيادة التعاون بينهما بشكل مطرد.
* *
وفي المباحثات الرسمية التي جمعت سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمسؤولين في البلدين تم خلالها استعراض أوجه العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، كما كان الاجتماع فرصة لتبادل الآراء حول مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.
* *
وهكذا يتأكد للجميع ما هو مؤكد عن عمق العلاقات بين المملكة ودولة الكويت، وأن هذه العلاقات متجذرة منذ الآباء والأجداد، وعبر التاريخ الموغل في القدم، يجمع الشعبين الجوار والمصالح والأخوة والنسب والتاريخ المشترك، بما تعززها مثل هذه الزيارات، وتعضدها وتقويها وتطورها امتداداً لما هو قائم.