الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكدت دراسة علمية بالحرص على المنهج النبوي في الرقية الشرعية والبعد عن البدع فيها؛ حيث إن مجال الابتداع فيها واسع، وتنبيه الرقاة الشرعيين على المنهج الصحيح في الرقية الشرعية، مع الانتفاع بالوسائل الحديثة بالاستماع للقرآن الكريم وفيه حفظ لأصحاب المنزل. قيام أجهزة الرقابة والإرشاد في الدول الإسلامية بدورها في منع وقوع البدع من الرقاة.
وشددت الدراسة العلمية المعنونة بـ»الرقية على غير الإنسان.. دراسة فقهية معاصرة» للدكتورة إيمان بنت إبراهيم بن صالح الشلهوب الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، شددت على ضرورة الدقة في التعبير عند ذكر لفظ الرقية في عناوين الفتاوى، وفي الكتابات؛ لأن غالب الناس يتبادر إليهم الرقية العلاجية والتي تكون بعد حصول البلاء.
وتوصلتُ الباحثة الدكتورة إيمان الشلهوب من خلال دراستها إلى نتائج متعددة، ومنها: أن المرقي: قد يكون إنساناً وهو الأصل في الرقية، وقد تكون على حيوان أو جماد، والرقية نوعان: الوقائية التي تكون قبل البلاء، والعلاجية التي تكون لرفع البلاء، كما أن التعويذات والتحصين، والدعوات والأذكار، تدخل في الرقية الوقائية، وهي مشروعة لحفظ ما يملكه الإنسان من أموال، سواء أكان حيواناً ينتفع به أو جمادًا يستفيد منه، وأن العين تصيب غير الإنسان من الحيوان والجماد، وليست خاصة ببني الإنسان، وأن التبريك على الشيء المعجب به تعد رقية منه كما صرح به العلماء، والمراد بها الرقية الوقائية، كما أنه قد يطلق لفظ الرقية، ولا يراد بها الرقية الشرعية التي تفعل رغبة في الشفاء أو العافية، والتي تكون بعد حدوث المرض، وهي الرقية العلاجية.
ورجحت الباحثة جواز الرقية المباشرة على غير الإنسان، وذلك على الحيوان، دون الجماد لوجود أثر ابن مسعود رضي الله عنه، الذي صح إسناده عنه، وقول الصحابة حجة إذا لم يخالفه صحابي آخر، مع مشروعية رقية الحيوان النجس، وعدم مشروعية رقية الحيوان المأمور بقتله، مشيرة إلى أنه قد ظهر للباحثة أن حكم الرقية الواقعة على المرقي متعددة؛ فالرقية على إنسان مندوبة، وعلى حيوان مباحة، وعلى جماد ممنوعة، مع جواز صب وضوء العائن على الحيوان أو الجماد المصاب بالعين أو الحسد، وأن رقية غير الإنسان باستخدام الوسائل الحديثة، مبينة على مسألة: رقية الإنسان باستخدام الوسائل الحديثة، ولم يترجح لدى الباحثة أي قول في مسألة: حكم رقية الإنسان باستخدام الوسائل الحديثة؛ لقوة أدلة القولين.
وأظهرت نتائج الدراسة إلى أن التحقيق في صور للرقية في هذا البحث مهم، حيث تنسب الرقية للحيوان أو الجماد، ولكن لا يراد بها الرقية عليه، حيث تنسب الرقية إلى حيوان فيقال: رقية العقرب، أو رقية الحية فهذه رقية منها وليس عليها، وقد تنسب الرقية إلى حيوان فيقال رقية النملة، وهي رقية من مرض النمل، وليست رقية عليها، وقد تُنسب الرقية للجماد، وليس المراد بها الرقية على الجماد حقيقة، وإنما يكون المراد الإنسان الذي يستعمل أو يستخدم هذا الجماد، كما يقال: رقية المنزل رقية خزان الماء، مشيرة إلى أنه يشرع قراءة سورة البقرة قراءة مباشرة في المنزل، وهي من الرقية الوقائية، كما أن قراءة القرآن الكريم عبر جهاز التشغيل نافع ومبارك -بإذن الله-؛ لأنه كلام الله، فيحصل به ذكر الله وطرد الشياطين، وإن كانت القراءة المباشرة هي الأولى، موضحة أن القراءة بالقرآن أو أدعية الرقية على الماء، ثم رشه في المنزل أو مسحه به خاصة في الأركان ونواحي المنزل ونوافذ البيت وعتبات المنزل، لم يرد في الشرع وهي من الأمور المبتدعة، وقد يضاف إلى ذلك أيضًا الملح، كما أن قراءة آيات من القرآن الكريم ودعوات الرقية مع النفث على خزان ماء كبير، ممنوعة، وهو رأي جمع من الفقهاء المعاصرين.