إيمان الدبيّان
(لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أياً من كان) عبارة قالها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ورأيناها واقعاً مشهوداً في مختلف الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لم ولن ينجو أي فاسد إدارياً أو مالياً سواء كان أميراً أو وزيراً أو رئيساً أو أي شخص آخر مهما كان حجم الفساد الذي يقوم به.
بقدر السعادة والفخر اللذين يتملكان مشاعر كل مواطن غيور على وطنه وهو يسمع ويشاهد الإعلان عن القبض على المفسدين بقدر ذلك يوجد هناك شعور بالألم عندما يكون هذا الفاسد سعودياً بالاسم متجرداً من قيم الوطن والدين والأخلاق.
في بعض القضايا الأخيرة والتي تم الإفصاح عن بعض الأسماء صراحة مع نشر صورها في وسائل إعلامية مختلفة تؤكد خطورة الفساد الإداري أو المالي فالفاسد كالجرثومة تنخر في استراتيجيات ومستهدفات الدولة وتسلب ممتلكات وثروات الوطن قوتها، وكل جرثومة لها علاجها وطرق القضاء عليها حتى لا تنتقل عدواها ويستشري في الوطن ضررها.
محاربة الفساد الإداري والمالي يجب أن يستشعره كل مواطن في ذاته وأسرته وبيئته وعمله وكل جوانب حياته فيكون عيناً للأمن ساهرة، وروحاً بالولاء للوطن شامخة، فلا جمع للأموال والثراء من بوابة المناصب، ولم يشرف ويكلف المسؤول بالمسؤولية ليعتلي بالفساد الرغائب.
إن محاربة المواطن للفساد تكمن في كل شيء يمكن محاربته وإن كان بسيطاً فالبسيط اليوم عظيم غداً عندما يكون حب الوطن متمكناً وعلوه هاجساً ونموه مطلباً وازدهاره فخراً بصبح القضاء على الفساد هدفاً وعملاً وتكاتفاً بين المواطن المخلص والدولة.