م. بدر بن ناصر الحمدان
العنوان هو لمفردة كان يستخدمها أحد الأصدقاء على سبيل «التجاوز» و«التغافل» و«تسهيل الأمور» و«التحكم » في مستوى ردة فعله تجاه التحديات والمشاكل والقضايا التي يواجهها، أو في الغالب للتعبير عن عدم اكتراثه حول أي مشهد أو موقف يمّر به، وكثيراً ما تكون «مَحْلُولَةٌ» هي إجابته على أي سؤال يتعلق بوجهة نظرة تجاه حدث ما لا يملك فيه حولاً ولا قوة.
مَحْلُولَةٌ، تجاوزت مع مرور الوقت كونها مجرد مفردة تعبيرية، وتحوّلت مع زمن التجربة إلى «ثقافة» تعامل مع المحيط العام، و«مبدأ» للسلام النفسي الداخلي، وأداة للترويج عن «قوّة النفس» و«الاتزان»، وإحدى أهم علامات «الانحياز إلى الهدوء»، وحفظ «الطاقة الشخصية»، و«الاكتفاء بالذات»، ناهيك عن فعاليتها في «إذابة الجليد»، والسيطرة على «مناخ الموقف» أياً كان حجمه.
القدرة على التنبؤ بما سوف تؤول إليه الأمور، وتخيّل النهايات، ومعرفة السيناريوهات المحتملة، هو ما يمنحك مستوى متقدماً من «النضج» للوقوف على مسافة أكثر هدوءاً لاحتواء وإدارة «أي مسؤولية» مهما كان حجمها وتعقيدها، وهو ما يدفع بك إلى أن تقتنع بأنه لا يوجد ما يستحق ردة فعل مبالغاً فيها، وأن كل الأمور «مَحْلُولَةٌ» ويمكن تدبّرها في نهاية المطاف.