كم اشتاق إلى ذاك الزمان القديم، القديم..
رفاق الطفولة والصبا..
في زقاق الحياكين..
في حارة البستان..
اشتاق إلى دفاتري الأولى..
وحقيبة الحديد المدرسية..
كم اشتاق..
إلى رفاق قد غيبهم الردى..
اشتاق إلى طلة أمي البهية..
وقبلتها الندية..
إلى هيبة أبي..
ومشيته الأبية..
إلى أذكار الصباح على لسانه الرطب..
بذكر الله والصلاة على النبي..
اشتاق للفأس وعود المحراث والمنجل..
اشتاق إلى ظل أشجار السرو والزيتون..
وزقزقة العصافير..
والبلابل فوق أغصان الشجر..
أشتاق إلى شدو النشيد المدرسي في الصباح..
اشتاق إلى كل الأشياء الجميلة القديمة..
لازالت الذاكرة تذكرها..
فهي عصية على النسيان..
رغم طول السنين وبعدي عن المكان..
كم اشتاق إلى ذاك الزمان..
الذي يصدح فيه صوت المآذن..
دون مكبر للصوت..
يصدح من فوق المأذنة..
يتردد صوته وصداه..
في كل نواحي البلدة..
الوادعة الجميلة..
ليت الزمان يعود يوما..
كي أخبره..
عن شوقي للمكان..
وعن شخوصه الخالدة في الوجدان..
هم عناوين الجمال والود والصفاء..
كم اشتاق..
** **
Pcommety@hotmail.com