عبدالمحسن بن علي المطلق
.. أعني بهما الرياض (مدينتي)، أم «إكسبو»!
لـ«نزار» وهو يقرّ لمدينته عذرا:
(أنتِ النساءُ جميعا) ما من امرأةٍ
أحببت بعدكِ إلا خِلتها كذِبا
بدءاً لا غرو إن أوقفت الحُكم -بالعنوان- على عاطفتي، فمن.. ذا الذي يستطيع من عواطفه تجرّدا، بالأخص حال (المحكّ بين محبوب ومرغوب! قال أحدهم:
بلاد ألفناها على كل حالةٍ
وقد يُؤلف الشيء غير الحسن
ونستعذب الأرض التي لا هواءً بها
ولا ماؤها عذبٌ.. لأنها (وطن)
فمهما كان مقام الأخير فللأول قدر لا يضاهى، وهذه مما لا حاجة للمرء أن يُعلل لها، فمن ذا الذي سيخبر عن سبب حبّه لأُمه؟
.. ولكن سوف أحاول إنصافاً عبر هذا الثريد(1) ممن يُنغّم مفرداته أحد أبناء «الرياض» كـ صدى آتٍ بُعيد فوزها، مما بـ داخلنا من (.. نشوات) لا تتوقّف، ولا من ترديدها تأفّف.
فـ.. ليس حديثي عن إكسبو - المعرض- فأحسبه قد أشبع، لكنه مناسبة لأملي من بعض حبي لمدينتي.
نعم.. نُقرّ أن هذا الـ (إكسبو) معرض عالميّ المطلب، وكفاه تنافس يحتدم أحايين بين مدن ضاربة بالحضارة لخطبته، مَتشفّعة بكل ما أُوتيت من قُدرات إن هي به تَربت.
فكيف بي وموازاته بها؟، وحتى إن فعلت فالنتاج مضمون لكفّة (مدينتي) الرجحان، لأنها ستترأ لي (... بلا مواربة) رأي العين.
فـ(الرياض) عاصمة وطني، ومحضن مولدي، و(ماء) حياتي من نهر (ألقها) بي بادٍ..، للحاضر قبل البادِ..
ولإبعاد عاطفتي أن تتدفق، سوف أُسرد عن دواعٍ لا يُختلف عليها جعلت من العالم يصدّر للرياض.. كمنافس - عزّ نظيرها- آن الاقتراع على المعرض، في إحالة إلى لغة الأرقام.. التي لا يُختلف عليها كقيّمٍ مُنصفٍ، ولا تخطئها المحايد/
إذ لا مرأى أنها - الأرقام- لغة عصرية لذلك أحيل عليها، فحسبها أن التقييم سقف عند شاطئها، فـ.. بها وإليها يعاد القياس، فعبر هذه المعبرة عنّا لصنائع ذات بدائع/
بدءاً.. من الفوز الذي به تجلجل في (119) صوتاً مقابل 29 لملف لـ (لوسان) - الكورية-، و17 فقط لـ (روما) - الإيطالية-.
ثم تطلعاتنا نحن أبناء المملكة لـ/ 40 مليون زائر، و226 مشاركاً، و180 ملياراً (ستضاف للناتج المحلي)- غير النفطي بالطبع، مع مليار (متوقع) عبر الواقع الافتراضي حضورهم.. بإذن الله تعالى، وهذا.. ولو على الأقل خلال إقامة المعرض.. أي المدة (6 أشهر).. كأقصى حد لأيّ من معارض إكسبو..
(أيضاً) 6 ملايين متر مربع (مساحة المعرض)، كأكبر تجمع -بلا مبالغة-، ومغريات أخرى، جمّهالنا، إذ في هذا - يا بني وطني- من فرصة كبيرة لعرض ثقافة بلادنا وما به تزخر.
.. وهل أزيد فأميد إلى.. ما سيُشيّد من فنادق وخدمات لوجستية -مساعدة-، وهنا بالمناسبة حول معنى أو كتقريب عن تلك الخدمات اللوجستية.. ما يُعرف بالعربية بـ (فن السوقيات).
مما ستكون إضافات لهذه (الرياض) بخاصة، مشولا ذلكم لـ.. بلادنا.
وحدث آتٍ أهليةٍ له، ألا وهو (ملف) كأس العالم 34، والذي.
لعله بالانتظار.. بإذن المولى تعالى.
إن.. مما يزاحم منطقى فإليه يلجأ مضطلعاً/
تحديداً ماذا يعني لي؟.. وأنا من بين ذاك الجموع من أبناء هذه التي بها ترعرعت فأسقتني من دُرّها، من يوم حبْت خطاي بمرعاها.
يعني (2) أنها هذه (العروس..) وجدت ولن أقول أخيراً.. من يقدّر جمالها، ويقرأ محاسنها، حين تَمخَطر أمام ناظريها قدّها المُسِّق الممشوق.
وهذا الجانب هو القمين المطلب بمثل هذا الأزجاء، وأولى لمن يسلِّم كفيصل بين طرفٍ وآخر، فإن القُدرات لا سِواها.. من يتزيّل بين الصفوف، أقصد المتنافسين، وبالتالي تكون سبب (يتأهّل) إثره طرفاً على ندّه.
.. ففي تمايز جليّ لطبق عن طبقٍ حدث هذا، بـ(نعم).. وبملء الفم أُبديها/
ها.. قد تأهلنا على مدن إحداها من العراقة بعصرنا ما لا حاجة لأن أقف كثيراً على إيضاح هذه..! فالاقتراع الذي حدث بالأمس القريب ما حمله الخبر:
(.. فازت السعودية، الثلاثاء، باستضافة معرض «إكسبو الدولي 2030» في الرياض، بعد تفوّقها الكبير على (روما) الإيطالية، وعلى (وسان) الكورية.. خلال الجولة الأولى من الاقتراع..) ... إلخ.
ويزيد من رصيد تعقلنا بزفّ هذا النبأ أنه - الاقتراع- تم في حضن القوم كما تبَيّن، وبهذا فـ .. على قدر الشهود - عكسا للمثل - ترتقي الشهادة، أليس كذلكم.. يا سادة؟
.. وإلى أن (قالت السعودية أنها رصدت 8.7 مليار دولار للمعرض الذي سيقام على مساحة 6 ملايين متر مربع شمالي الرياض)، كما.. وصحب مشفوعات الملف - السعودي- لاعتماد «إكسبو 2030 الرياض» خطوط عريضة تزيد العالم (إغراءً)، من مثل الطاقة المتجددة مع «صفر انبعاث كربون»، وهذا.. يعني أن الملف قد ركّز على محاور ثلاث، هي .. « غد أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع»، لتشكّل معا إطارا مترابطاً لمعالجة التحديات الدولية المشتركة في المجالات الاقتصادية والبيئية ... إلخ.
مدينتي:
أو عوداً على الباعث لهذا، لاتخذها كمناسبة أن أُملي عما يجيش بي.. وهذا (الاختيار)، فـ .. بين خيارين، أعني أن تختار العالم أو العالم يختارك، ملمس وعي لا فجوة طموح يَتعثّر بها سريعاً من خالف قوله العمل!..
أجل، فلم يختار العالم (الرياض) إلا بعد تقييم رفعتها لمصاف مدن التميّز، و.. الله اللّي عزّنا، ما لأحد منّه..
فها هي تلوّح (أنا..) هُنا، مدينة الوئام والأحلام، والسلام.. يا كرام.
كما.. وهي (وبفضل الله) تقفز للمستقبل، وكأنها استبقت بـ (واقع) اليوم لذاك القادم قُبيل أن يحلَّ زمانه، يحلْ حزامه، فقد استطاعت هذه القاطنة في رُبى نجد أن تجعله حاضر، وللعين (مُشاهد)، وقد تحقق أو قارب ما تتناهى من قِبله إليه أمانيها.
درجة أن توقّف العالم بأسره على أصابع قدميه - متطاول- ليراها من بين كل المدن، فنبأ لذهني قول حافظ إبراهيم - رحمه الله:
وقف الخلق جميعاً.. ينظروا
كيف أبني قواعد (المجد) وحدي
فـ.. أبلغها أن تكون الـ (معشوقة) ولكافة الأطياف، لأن كلاً واجدٌ منها مشرب مما يرنوه.
من هذا أرمِ أن فوزها لم يكن ذاك تجمّلاً، إذ مضت (وهي تُقدّم ملفّها) أشواطا.. عن أقرب ندّ، فكادت استعداداتها لو تبصّره غير الواشي.. و تحديداً (المنصف) أن تَسبق الترشيح و.. الريح - معا- .. لأقول. ببعض هذا عنها - الرياض - وكلي فخر أنها (الروض) المثير للأنظار، خلى ما يبدو عنها من انبهار يأخذ بالأبصار، وبالمناسبة..
فالاسم (الرياض) ظَهَر لأول مرة في 1049، في كُتب للمؤرّخ «أحمد المنقور»، إذ كانت من قبل (3) تُعرف بـ (إمارة مقرن).
ثم.. وحتى من أشقى قلبه خلفها.. - لكثرتهم- لا تُعيّنهُ، تلفاه لها معذراً.
إذ جوابها على طرف لسانها/
لدي قلوب كثيرة، فأيها..
أنت تعني؟، قُلت أشقاها
لا، لا نقول بهذه دعوى! بل لأن من خلفها سواعد طنينهم لا يداخله سكون، وكيف ..!، وهم على قدم وساق للأفق لها يرفدون.
.. فهي وبزمن قصير أمست -بحمد الله- كأكثر ما يطابق الاسم المسمّى.. تلكم من معطيات «مدينتي»..، ووتر قلبي الذي يعزف بنا سمفونية حبّ، درجة أننا على أحداق أعيننا عشقاً بثثنا فأملينا، ومن ذاك القاطن لها بالمهج صدْرنا.. فعبّرنا.
ولأن كانت المادة تأخرت عن مواكبة ذاك الـ(كسب) لإكسبو..
فالغرض -و.. أساسه- ليس المناسبة فحسب، بل جمع شتات عواطف داخليّ حين وجَدَت مجالاً للعبير.. نشرت.
ولأزيد فرائح لقاطني هذه.. الرياض، أن التغيّر فيها مواكباً..، لأن.. وكأن هناك (مارداً) اسمه التقدّم!، ما.. لا تستطيع بقدراتك المتواضعة أن تقف أمام سيله الجارف؟ وهذا مكمن التحدي.. اليوم!
وعود لتلك اللغة- الأرقام-، وعبر هذه المعبّرة عنّا لصنائع ذات بدائع/
بدءاً.. من الفوز الذي به تجلجل في (119) صوتاً مقابل 29 لملف لـ(لوسان) -الكورية-، و17 فقط لـ(روما) -الإيطالية-.
ثم تطلّعاتنا نحن أبناء المملكة لـ/ 40 مليون زائر، و226 مشاركاً، و180 ملياراً (ستُضاف للناتج المحلي)- غير النفطي بالطبع، مع مليار (متوقّع) عبر الواقع الافتراضي حضورهم.. -بإذن الله تعالى، وهذا.. ولو على الأقل خلال إقامة المعرض.. أي المدة (6 أشهر) .. كأقصى حد لأيّ من معارض إكسبو..
(أيضاً) 6 ملايين.. متر مربع (مساحة المعرض)، كأكبر تجمّع -بلا مبالغة-، ومغريات أخرى جمّها لنا، إذ في هذا (يا بني وطني) من فرصة كبيرة لعرض ثقافة بلادنا وما به تزخر، فتفخر.
** **
الهوامش:
1) الثريد (اشتهر بالتويتر - وهو منصة X حالياً) ويعني مقالات موجزة، تتسلسل تباعاً (ليكمل بعضها بعضا)، وهو - للعلم - من مستجدات الاستخدام، وإلا.. فاللفظة لها أصل في لغتنا.. الجميلة.
2) لكم.. يخطئ بالإجابة من إن سُئل عن شعوره حول كيت، يجيب: (كـ شعور أي مواطن)..، ثم لا يكمل براحاً عمّا يخالجه!
3) وقد ذكر الهمداني - صاحب كتاب (صفة جزيرة العرب) أنها كانت تُسمى (حجر اليمامة)، وفي عهد طسم (خضراء حجر).
** **
- الرياض