محمد لويفي الجهني
دعيت إلى مجلس ثقافي أدبي يضم نخبة من الأدباء فوجّه لي أحدهم هذا التساؤل... البعض يطلق على محافظة أملج الحوراء هل هذا صحيح ولماذا...؟ وما الفرق بين محافظة أملج والحوراء...؟
فأجبت بأن هناك اختلافاً تاريخياً في الاسم والمكان بين محافظة أملج والحوراء. فالحوراء المدينة التاريخية المشهورة في الكتب التاريخية يرجع تاريخيها إلى الحقبة الرومانية قيل (3000) سنة تقريباً.. حيث كانت تسمى (لوكي لوما) وهو ما يعني حالياً بالمدينة ذات اللون الأبيض وهذه طبيعة أرضها البيضاء فعلاً.
سميت بالحوراء لجمالها وبياض أرضها حيث كانت أشهر الموانئ والمراكز التجارية والحضارية في الجزيرة العربية في ذلك الوقت.. يقول عن آثار الحوراء علّامة الجزيرة حمد الجاسر (رحمه الله) في أحد كتبه أعظم ما في آثار الحوراء مباني مبنية من عظام الإبل... وبالطبع حالياً مباني الحوراء مندثرة تحت الرمال البيضاء.
ولم يبقَ إلا ميناؤها المسمى حالياً بمنتزه الدقم... وأثار الحوراء مازالت موجوده وتم التنقيب مؤخراً عن أجزاء منها وكشف بعضاً من أسرار هذه المدينة التاريخية والتي تبعد عن محافظة أملج بخمسة كيلو متراً شمالاً.. وتتميز الحوراء بعمق تراثها الإنساني والطبيعي ممتزجاً بالعراقة التاريخية المتنوعة في أعماق التاريخ المكتوب في الكتب التاريخية والمنقوش في جبالها ومبانيها التاريخية التراثية..
أما محافظة أملج فهي محافظة حديثة بنيت قبل (200 سنة تقريباً) وكانت تسمى أم لج وذلك للجلجة أمواج البحر بالصخور البركانية المنتشرة على شاطئها وتطورت أملج في العهد السعودي الزاهر حتى صارت مدينة حضارية ووجهة سياحية وذلك لتميزها في مناخها وتكويناتها التضاريسية الفريدة في تنوعها... وبعد هذا باختصار عن الفرق بين محافظة أملج الحديثة ومدينة الحوراء التاريخية والمطمورة آثارها ومعالمها تحت الرمال بسبب التغير المناخي والسيول المنقولة من وادي سمين.. والله أعلم وأعلى.