محمد العبدالوهاب
لاتخلو كل نسخة من البطولات الكروية من غياب منتخب أو اثنين كأقل تقدير، بسبب إخفاقهما في التأهل للنهائياتها ولكن أن يكون هناك سقوط وخروج جماعي لغالبية المنتخبات الكبيرة في إنجازاتها وحضورها المتعدد في نهائيات المونديالات العالمية!! فتلك من العجائب التي لم تكن إلا في السنة الكبيسة التي نعايش غرائب أيامها بهذا العام الحالي، فالمتابع المشاهد لبطولتي الأمم الآسيوية والإفريقية لم يعهد وإن حصل هذا المشهد، مما حرم عشاق (الساحرة المستديرة) من مشاهدة منتخباتها العريقة في الأدوار النهائية كالسعودية والمغرب ومصر وتونس والجزائر، وبالتالي لم ينالوا من الإثارة والتشويق والمتعة الكروية بمنافساتها المبنية على كوكبة نجومها الكبيرة والتي اختفى بريقها بهاتين البطولتين كمحمد صلاح وحكيم رياش وسالم الدوسري ورياض محرز .... والقائمة تطول، بيد أن منتخبات تونس ومصر والجزائر لم تحقق أي أنتصار!! لدرجة أن مصر تأهلت لدور الـ16 بثلاثة تعادلات. وبالمقابل كان من غرائب النتائج بالكثير من المواجهات ببطولة كأس آسيا كان المنتخب الذي يبادر بالتسجيل بالبداية لايكسب المباراة!!
.. أقول لم يكن خروج تلك المنتخبات العريقة حدثاً عابراً كغيرها، خصوصاً بالنسبة لمن يملكون فكرة الإنجازات والبطولات التي تحققت في عهدهم الذهبي سواء على المستوى القاري أو الحضور العالمي.
.. لعلي بهذا كله أريد أن أصل إلى تلك الدعوة والتي سبق وأن طرحتها بمقال سابق جداً، برسم الاتحاد العربي لكرة القدم بفكرة إقامة وتنظيم بطولة على غرار دوري الأمم الأوروبية التي جاءت في الأساس لاستبدال المباريات الودية للمنتخبات خلال فترة التوقف الدولي (أيام فيفا) بمنافسة قوية يرتقي من خلالها الجانب الفني ومنح المنتخبات تنافساً مثيراً وقوياً، فضلاً عن الحوافز التي ستجنيها فنياً واقتصادياً وجماهيرياً، وتختصر تلك البطولة (الودية) على المنتخبات العربية التي تأهلت لكأس العالم أكثر من مرة.
(ديربي) عالمي.. بنكهة سعودية
تتجه أنظار عشاق كرة القدم في العالم مساء اليوم صوب ملعب (المملكة أرينا) الذي يستضيف المباراة النهائية لكأس موسم الرياض، بين النصر والهلال بعد أن كسبا مواجهة نادي إنتر ميامي بحضور نجميه ميسي وسواريز، قدم خلالها عملاقا الكرة السعودية سمفونية فنية وبوجه نجومي مختلف وبمستوى مهاري مميز من الأهداف والنتيجة
كإشارة واضحة المعالم عن عزم كل منهما بتكملة المشوار نحو تحقيق بطولة الدوري، بعد توقف دام قرابة الشهرين لخوض بطولاتهما القارية وتمثيل المنتخب باستحقاقاته الآسيوية، ليصلا إلى المشهد النهائي ويتطلع كل منهما لتحقيق أول بطولة بمسمى كأس موسم الرياض الجديد، كل الأمنيات بأن يتوج الفريقان الكبيران تلك اللوحة المعبرة والجميلة عن ماوصلت إليه الكرة السعودية من شعبية ومتابعة عالمية.
إعلام للخلف در
أتفهم سر الهجوم على منتخبنا عندما يكون بكامل عافيته وبتواجد نجومه المؤثرين في مسيرته، وأتفهم أكثر مغزى تحميل الأخطاء للاعبين تسببوا في عرقلته من مواصلة المشوار لتحقيق اللقب، ولكن أن يُهاجم وهو يعاني من أهم عناصره ويمر بمرحلة انتقالية منها فنية وأخرى لاعبين، ورغم هذا كله يخرج من بطولة بعد أن كان متقدماً بالمستوى والنتيجة حتى ثوانيها الأخيرة ويقصى من الكأس بضربات (الحظ) الترجيحية!! فذلك تجنٍّ إن لم يكن تشفياً وانتصاراً مزعوماً للذات لصرف الأنظار عن مايمر به الإعلامي من عقدة نفسية تحتاج لتدخل علاجي في عقله قبل منحه الدواء الشافي لتعصبه، ولا كيف يُفسر لنا ذلك الهجوم الأرعن على اللاعبين والجهازالفني؟
** بل لعل - المضحك المبكي - بأن هذا الهجوم يُقال في قنوات رياضية بدول الجوار وبمباركة من مُعدي محاورها والتي كنت أتمنى بأن تشخص واقع منتخباتها كونها أولى في ظل تقوقعها بمنافسه وعلى طريقة (كلاسيكو) مع منتخبات البنغال وفيتنام لعل وعسى يكون لهم إنجاز يذكر أو تجنيساً!.