خالد بن عبدالرحمن الذييب
تتشكل المدينة من مكونين رئيسيين، إما طبيعي أو مصنوع، الطبيعي يقصد به المكونات الجغرافية للمدينة (أودية، أنهار، جبال، صحارى... وغيرها) مما وجد بفعل التغيرات الطبيعية، أما المكون المصنوع فهي كل ما وضعه الإنسان من جسور وأنفاق وطرق ومبانٍ وغيرها.
وحيث يوجد اعتقاد خاطئ أن الطريق كلما اتسع عرضه معناه إنه طريق تجاري، فالطرق التجارية لدينا حسب العرف 30م فأكثر وتحول هذا العرف إلى ما يشبه النظام.
فبدلاً من أن يصبح النظام خادماً لهدف الطريق، أصبح الطريق هو الذي يخدم النظام، بمعنى بدلاً من أن نصمم طريقاً يخدم الحركة وهي الهدف الأساسي للطريق بفرض الاشتراطات الخاصة التي تساعد على تحقيق هذا الهدف، أصبحنا نصمم طرقاً لخدمة نظام واشتراطات البناء.
وبناءً عليه فإن وضع أنظمة البناء لخدمة الهدف الأساسي للطريق وليس العكس تعتبر هي الحل الأفضل.
فمثلاً، الطريق الرئيسي الناقل للحركة بين أطراف المدينة، ومن وإلى المدينة يجب أن تكون أنظمته تخدم الطريق بعدم وضع تعدد ارتفاعات على هذه الطرق ولا أن تزيد الكثافات السكانية وارتفاعات المباني.
النقطة الثانية محاولة التقليل من تنوع الأنشطة على الطرق الرئيسية وبالذات الأنشطة التجارية والتي تساهم في زيادة الكثافة المرورية وبالتالي تقليل زمن الرحلة، وزيادة التلوث نتيجة تكدس السيارات في منطقة ما من الطريق بالإضافة إلى المشاكل الأخرى النفسية الناتجة من الازدحام والتوقفات المتكررة.
كذلك فإن قصر الأنشطة التجارية والخدمية على بعض الطرق الشريانية الموصلة بين الأحياء وفقاً لدراسات تخطيطية وفنية بحيث لا يكون ذلك عشوائياً، وكذلك تركيزها على شكل أنوية داخل الأحياء، يعتبر أحد الحلول التي تساعد على تقليل الحركة على الطرق الرئيسية وبالتالي تحقيق هذه الطرق الهدف الرئيسي من تصميمها وتنفيذها.
أخيراً...
الطرق تصمم لتحقيق هدف معين وهو نقل الحركة من مكان إلى مكان...
نظام البناء لا بد أن يوضع لخدمة هدف الطريق وليس أن نصمم الطريق لخدمة نظام البناء.
وما بعد أخيراً...
كل ثلاثين تجاري فكرة لابد من توعية الناس بأنها ليست صحيحة دائماً...