أحمد بن عبدالرحمن السبيهين
- عندما كنتُ وإخوتي أطفالاً، كان الوالدان يحرصان على زرع احترام الآخرين في نفوسنا، ومن ذلك مثلاً أنهما كانا يُحذّراننا من مقاطعة الآخرين بالكلام الفارغ.
وأتذكّر أنّي ووالدي في صبيحة أحد الأيام، وبينما كانت الطيور تشدو في الحديقة، سألني إن كنتُ أسمع شيئاً آخر غير زقزقة العصافير، فأنصتّ للحظةٍ وأجبته: «نعم، إني أسمع صوت عربة تنحدر في الطريق».
فقال أبي: «إنها عربة فارغة، وهل تعلم كيف عرفت أنها فارغة»؟
فلمّا أجبته بالنفي، قال: «لأنها تسير بجُلبة صاخبة، فالعربات الفارغة فقط هي التي تُحدث مثل هذا الضجيج».
هذا ما كان من أمر حديثي مع أبي، ولكن وبعد مرور سنوات عديدة، أصبحتُ كلّما استمعت إلى ثرثار يتحدّث بكلام فارغ وبصوت عالٍ، أتذكّر حِكمة أبي: بأن العربات الفارغة فقط، تُحدث ضجيجاً عالياً».
- في طفولتنا، كنّا نُجبَر أحياناً على البقاء في المنزل لعدّة أيّام بسبب سوء الأحوال الجويّة، فينتج عن ذلك معارك تحتدم بيني وبين أخي. وفي إحدى المرّات، تشاجرنا وذهبنا ليشتكي كلّ منّا أفعال أخيه السيئة إلى والدتنا.
فتقوم الأمّ بالاستماع إلينا بكلّ صبر، وبعد ذلك تأمرنا أن نجلس متواجهين في زاويتين متقابلتين من الغرفة، وتطلب أن يكتب كلّ منّا قائمة بالصفات الجميلة التي يراها في أخيه، ومن تكون قائمته أطول ينال جائزة!
والذي يحدث بعد ذلك أن الإنسان بصفة عامّة، لا يستطيع أن يُركّز على فضائل شخص آخر، وهو يفكّر في تصيّد أخطائه.. وكان هذا درساً استفدت منه كثيراً في حياتي.
الحياة في هذه الولايات
- ذكرتْ مصادر غير رسمية، بأن نموذجاً مُبسّطاً لاحتساب ضريبة الدخل سيجري اعتماده، ويتكوّن من أربعة أسطر، وهي:
1- كم كان دخلك هذا العام؟
2- كم كانت مصروفاتك؟
3- كم تبقّى لديك؟
4- أرسله إلى مصلحة الضرائب!
- وصفت الكاتبة كاثلين وينسور مستوى النظافة المتدنّي في نيويورك بالقول:
«منذ أن اشترت الحكومة جزيرة مانهاتن من الهنود الحُمر بمبلغ 24 دولاراً، لم تصل القمامة لهذا الحجم الضخم بذلك المبلغ الزهيد»!
- على متن حافلة في واشنطون دي. سي.، سُمعت امرأة تقول:
«أرجو ألا يتأخر زوجي الليلة، فأنا أُحبّ دائماً أن يعود إلى البيت قبل الساعة السابعة».
فتنهّدت امرأة أخرى، كانت ترتدي بزّة عسكرية، وهي تقول: «كم هو جميل أن تنتظري عودة زوجك إلى البيت بالساعات، وليس بالسنوات»!
- عندما كنت أقضي إجازتي عند أحد الأصدقاء في ولاية كنتاكي، قرّر أن يأخذني إلى التلال، لرؤية كيف يُمضي سُكّان الجبال حياتهم.
فوصلنا إلى إحدى المزارع، ووجدنا رجُلاً مسترخياً في شُرفة منزله، بينما كانت زوجته مشغولة بالحفر في قطعة من الأرض.
فتوجّهتُ إلى الرجُل وسألته: «أليس ما تقوم به زوجتك عملاً شاقّاً»؟
فأجاب الرجُل: «بلى، ولكننا نعمل بالتناوب».
فقُلت له: «أها، عندما تتعب زوجتك تقوم أنت بهذا العمل»؟
فقال: «لا، ليس تماماً، فعندما تتعب زوجتي من الحفر في الحديقة، تذهب لتقوم بأعمال المنزل».
- عُلّقت لافتة في مصنع للأسلحة، خلال الحرب العالمية الثانية، تقول: «إن غيابك عن العمل، سيُطيل فترة الحرب»!
ابتسامات
- قال أحد المصابين بالوسوسة لطبيبه بانزعاج بالغ: «إني مُصاب بمرض مُميت في الكبد».
فأجابه الطبيب: «هذا هُراء، فمثل هذا المرض لا يُصاحبه أيّ نوع من الألم».
فقال المريض، وهو يكاد يُغمى عليه: «وهذه بالضبط أعراض المرض عندي»!
- قال أحد البُخلاء لبائع الإطارات: «من فضلك، لا تنزع الغلاف البلاستيكي عن الإطار، فلربّما استفدتُ من استخدامه مسافة ميلين أو ثلاثة»!
- مجلة «ريدرز دايجست» - شهر مارس 1945م