د.أحمد يحي القيسي
شاعر ومترجم وناقد سوري، مقيم في اليابان، ومتشرب للغتها وثقافتها، تعد ترجماته لنصوص الهايكو الياباني مرجعاً رئيسا لكل متطلع لهذا الفن، حيث ترجم لأهم مبدعيه القدماء، ففي كتابه «بريد الهايكو الياباني» ترجم 1950 نصا لإيسا كوباياشي، كما ترجم «كتاب الهايكو الياباني» بالاشتراك مع المستعرب كوتا كاريا الذي ضم بين دفتيه ألف نص ونص تراثي لقامات الهايكو الياباني، أما رائد الهايكو «ماتسو باشو» فخصه بترجمة لكل أعماله في كتاب «أعمال ماتسو باشو الكاملة» ، ولم يتوقف عند حدود النص الكلاسيكي، فقد ترجم نصوصاً حديثة، أبرزها ديوان «البابا الطائر في السماء» للشاعر الياباني المعاصر بانيا ناتسو إيشي.
وعلى صعيد آخر تعد ترجماته الأخرى لكتب الأدب الياباني نافذة مهمة يطل منها القارئ العربي على هذه الثقافة،، ومنها «كوجيكي: الكتاب الياباني المقدس»، و»حكايات يابانية قديمة»، و»حكايات المعبد الياباني»، وغيرها. إضافة إلى اشتغالاته على قراءة الشعر العربي وتقديمه بمنظور مختلف، ويتجلى ذلك في سلسلة «ديوان الشعر العربي الجديد» التي خصص فيها لكل إقليم عربي كتاباً.
كثيرة هي الكتب التي ألفها «محمد عضيمة» في مجالات الإبداع والنقد والترجمة، وهذه مختارات من ترجماته للهايكو:
«يقلد صاحبه
الكلب الذي ينظرُ
إلى الطائرة الورقية»
...
بصمتٍ
تهاجر
الطيور الجميلة
...
كم كأساً
من ندى الصباح
على أزهار اللبلاب؟
«ايسا كوباياشي»
****
ما هَذا الكَرز!
أَشيَاء وأَشياء
تُطِلُّ مِنَ الذَّاكِرَة
...
الثُّلوجُ التي شَاهدنَاها
نحنُ الإِثنان
هلْ سَتهطُلُ أَيضَاً هذا العام
...
يا للبركة العتيقة!
يقفز الضفدع
ويتردد صوت الماء
«ماتسو باشو»
****
يا لِلأوراقِ المُتساقِطة
حيثُ خُطَى مَنْ أنتظرُ
تُسمعُ منْ بَعيدٍ.
...
ويعبر
بالمدينة البائسة
القمر في وسط السماء
...
يا لهذه النداوة!
من على الناقوس يبتعد
صوت الناقوس.
«يوسا – بوسون»
****
يالمخالب طائر الدراج
كيف يحك بها
وجهه الجميل
...
يالبرد هذا الليل
تتراكم فوق بعضها أصوات
الإوز بعد الهبوط
...
مِنْ على سطح البحر
تمحو قوسَ القزح
السنونوةُ العابرة
«تاكاراي كيكاكو»