«الجزيرة» - فرحان الجارالله:
في ظل المرحلة المختلفة التي تعيشها رياضتنا في الوقت الحالي بالدعم الحكومي الكبير بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده واهتمام ومتابعة سمو وزير الرياضة لإحداث نقلات نوعية متسارعة بالاستقطابات العالمية الحالية على مستوى اللاعبين والمدربين والمدراء التنفيذيين والدعم المالي الكبير.
ولأننا ما زلنا في البدايات، فنحتاج إلى نفس طويل والمزيد من ضخ الأفكار والرؤى والأخذ بما يدعم هذا المشروع الرياضي العظيم والحث على إيقاد الرغبة في التحسن والتطور لدى كافة مكونات المنظومة الرياضية لإنشاء رياضة مستدامة بمنتج عالمي.. ومن هنا، تقدم «الجزيرة» مقترحاً لمقام وزارة الرياضة وفريق الاستقطابات يتمثَّل بتكوين لجنة من فنيين متخصصين وخبراء وكشافين رياضيين مشهود لهم بالنظرة الثاقبة ومهمتها متابعة بطولات الفئات السنية القارية والدوريات المتقدمة ودوريات بعض الدول كدول إفريقيا وانتقاء 18 لاعباً من الفئات العمرية من 19 عاماً فما فوق (مواهب حقيقية) للتعاقد معهم لأندية روشن بحيث يتم ضمهم لقائمة الـ 10 أجانب في كل ناد مع فتح قنوات تواصل وتفاهم بين مدربي فرق روشن وأعضاء اللجنة والأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب الأول لترتيب الطرق المثلى لمنح أولئك الشبان أكبر عدد ممكن من الدقائق خلال الموسم ومراقبتهم فنياً وانضباطياً ورصد ما يكتنزونه من مهارات وقابلية تطورهم، وبعد نهاية الموسم يتم تقييمهم بشكل دقيق ضمن منظومة عمل فنية وإدارية تكاملية ومن يقع عليهم الاختيار يعرض عليهم الحصول على الجنسية السعودية ومن يحصل على الجنسية يتم العمل على احترافه خارجياً وفق ضوابط وبرامج متابعة دقيقة واشتراطات معينة للرفع من مستوياتهم وصقل مواهبهم حتى يستفيد منهم منتخبنا الوطني مستقبلاً وأن يكون المستهدف الرئيس من هذا المشروع الرياضي الوطني الجديد هو مشاركة مشرّفة للمنتخب السعودي في بطولة كأس العالم التي ستُقام بالسعودية عام 2034 إن شاء الله، والذي ينسجم مع الرؤية السعودية الحديثة الجبارة على كافة المستويات.
هذا واستطلعت «الجزيرة» آراء عدد من الرياضيين حول مدى قابلية تنفيذ هذه الفكرة على المدى القريب وضوابطها وأي أفكار يمكن إضافتها ، حيث تباينت الآراء بين مؤيد ومؤيد بشروط ومعارض مع طرح أفكار بديلة إلى مطالبة بتغيير فريق الاستقطابات الحالي..!
التويجري: الفئات السنية مهملة
في البداية، قال رئيس نادي الرائد السابق الأستاذ عبدالعزيز التويجري: طبعاً أنا ضد أن يتم إحضار لاعبي الفئات السنية من الخارج ومع عمل مختلف وجبار ومدروس للفئات السنية المحلية.. ضد التجنيس ومع صقل المواهب.. الفئات السنية لدينا مهملة بشكل كبير دائماً اهتمام «الرئيس» و«الإدارة» و«النتائج» ورضا «الجمهور» ورضا «أعضاء الشرف» مبني على نتائج الفريق الأول..! حينما كانت الأندية لديها مدارس كروية وأكاديميات مثل الهلال والنصر والأهلي وغيرهم كان يظهر لنا مواهب بشكل كثيف، وأغلب النجوم الذين اعتزلوا أو على وشك الاعتزال كانوا نتاج مدارس موجودة بالأندية وبالذات الذين اعتزلوا خلال الخمسة سنوات الأخيرة..
أرى أن الفئات السنية محلياً لم تمنح الاهتمام الكافي أبداً أبداً.. وأنه يجب تشكيل فرق عمل «فاهمة» ، فالقضية ليست قضية صرف فقط، فنحن لسنا بحاجة لمزيد من الصرف وإنما نحتاج مزيد من الفكر والإدارة والشغف في إدارة الفئات السنية بالأندية وأن تكون هناك حوافز للأندية.. مثلاً كل ناد يقدم لاعباً للمنتخب في الفئات السنية يمنح مبلغ معين حتى لو لم يكن كبيراً لكنه يكون محفزاً لخدمة الفئات السنية.. المدربين يحضّرون من قبل الاتحاد السعودي للأندية من النجوم المعتزلين ليعلموا النشء المهارات الأساسية لكرة القدم وإقامة دوري طويل ومتعب للفئات السنية حتى يلعبوا أكبر قدر ممكن من المباريات لأنه لديهم الاستعداد البدني والعمري للعب دوري طويل حتى لو جعلنا هذا الدوري من أربعة أدوار (ذهاب / إياب و ذهاب / إياب) في المنطقة الواحدة حتى لانزيد من التكاليف المالية..
كل العمل هو للفئات السنية، مدربين، إداريين، برامج تغذية، برامج إدارة، برامج إدارة وقت، يمنح هؤلاء النشء الطريقة الأنسب لعيش حياتهم اليومية، نوم.. أكل.. وكافة التفاصيل الحياتية اليومية..
أما بالنسبة لفريق الاستقطابات، فأنا مع تشكيل فريق استقطابات على مستوى عال وتغيير فريق الاستقطابات الحالي لكل الأندية لأنه يظهر لي أنه فريق واحد الآن الذي يستقطب كل نجوم الأندية، هناك خلل كبير وبذخ مالي في التعاقدات، ونستطيع أن نتعاقد بأرقام أقل.
الحماد: دعم خاص للدوري الرديف
ومن جانبه قال رئيس نادي الطائي السابق الأستاذ ناصر الحماد: المقترح جيد ولكن أرى أن يعمم «الفريق الرديف» ويكون له دعم خاص خلاف دعم الفريق الأول ويسمح بلعب لاعبين أجانب.. أجنبيان على الأقل، يتم اختيارهم بعناية من قبل لجنة فنية.. وفي حال نجاح الاختيار يصعد للفريق الأول.. مع مراعاة أن يكون كشف الفريق الرديف عشرين لاعباً على الأقل غير كشف الفريق الأول..
ومعلوم أن فوائد الفريق الرديف كثيرة، أهمها مبدأ الثواب والعقاب وكذلك المصعدون من شباب النادي يأخذون فرصتهم أيضاً.. واللاعب السعودي بشكل عام يلعب مباريات رسمية.. وحينما تتعاقد مع لاعب أجنبي شاب للاختبار في الفريق الرديف يكون السعر غير مبالغ فيه..
ملفي: الفكرة تستحق الدراسة بشروط
ويقول الإعلامي الرياضي خلف ملفي: الفكرة تستحق الدراسة من متخصصين في الرياضة وخارجها على مستوى كبير وبعقد ورش تجمع مدربين ولاعبين سابقين وخبراء أجانب مع إعلاميين متمرسين.
ويضيف قائلاً: بالنسبة لي أميل كثيراً للمواهب السعودية بصقلها والاهتمام بها على غرار فريق الابتعاث في إسبانيا بشرط أن تكون الاختيارات فنية بجودة عالية.
وبما أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن عن زيادة عدد الأجانب الموسم القادم إلى عشرة بينهم اثنان من مواليد 2003 (تحت 21 سنة)، فهذا من دواعي اكتشاف المواهب الأجنبية، لكن لا يمكن أن تفرض على الأندية إشراكهم مالم يكن المدرب مقتنعاً بحاجتهم. فكل ناد هدفه الأول الانتصار وكسب البطولات، وربما يسن في النظام مشاركة اثنين تحت 21 سنة في مختلف المباريات، سواء سعوديين أو أجانب، وهنا تكون الفائدة أقوى. أما تجنيس اللاعبين فهذا ليس حلاً، إلا في حالات نادرة.
الخليوي: فكرة مهمة لكن
أما الخبير الرياضي الأستاذ تركي الخليوي فقال: «أعتقد أن هذا أحد الطروحات المقبولة جدًا وقد تكون مهمة وضرورية كواحد من الاحتياطات والاستعدادات التي يحب أن يتم العمل بها باهتمامٍ بالغ ما دام في الوقت مُتسع ، وأؤيد هذا المقترح وبقوة شريطة انتقاء الكفاءات التي ستتولى عضوية اللجنة ولا مانع أن تكون من العناصر المحلية وأخرى أجنبية، وانتقاء العناصر المحلية ذوي القدرات المتنوعة والثقافة الكروية الجيدة بعيدًا عن مجرد شهرة الأسماء أو جماهيريتها فقط دون مراعاة الجوانب الأخرى في شخصية العضو وتنوّع قدراته وخبراته.. لكن على الجانب الآخر. لدينا مواهب كثيرة لو تم الالتفات لها، واكتشافها ورعايتها وصقلها والاهتمام بكل الجوانب الصحية والتعليمية والرياضية لديهم لكان لدينا مُخرج جيد من المواهب، ولا مانع من الاستعانة بالأندية وتوزيعهم عليها وتدريبهم هناك ومتابعتهم بدقة، وتشكيل إدارة مستقلة لهم، حيث لا يمكن لـ«لجنة» أن تقوم بعمل متكامل وطويل..
أَخْلُص إلى القول إن هناك مقترحات وخططاً عديدة إضافة إلى ما ذكرنا، وهذا يحتاج أيضاً إلى عصف ذهني لمجموعة المتخصصين في هذا المجال.
الخشرم: أي عمل بحاجة للتخطيط
كما تحدث رئيس نادي التضامن برفحاء الأستاذ غازي الخشرم، حيث قال: المقترح رائع ونتمنى تقديم أكثر من مقترح وخطة وفكرة حتى ترى النور وتخدم رياضة الوطن، فأي عمل كبير يحتاج إلى: (1/ تخطيط 2/ تنفيذ 3/ تقويم)، ونحن أمام عمل منظم وفكرة رائعة تخدم الجميع ستساهم في تحقيق جزء من أهداف رؤية المملكة في المجال الرياضي ونملك كل الإمكانيات اللازمة «البشرية والمادية» حتى نستطيع تحقيق النجاح المطلوب قبل تنظيم المونديال بوقت زمني مناسب.