عبدالله إبراهيم الكعيد
هل يجرؤ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أو رئيس وزراء الكيان الصهيوني على قول الحقيقة بأن تحقيق الأمن والاستقرار في العالم أجمع يكمن في أمر واحد هو الكف عن إشعال الحروب التي يقفون خلفها والتعهد بعدم المشاركة في أي حرب أو دعم من يشعلها؟ هل تجرؤ الدول أعضاء مجلس الأمن الدائمين على إصدار بيان ملزم بالوقوف ضد من يدعو للحرب أو إثارة القلاقل ومقاطعته بمعنى (إعلان الحرب على الحرب) كما دعا لذلك الفيلسوف الفرنسي المعاصر لوك فيري.
يعتقد مسيو فيري بضرورة مقاومة العنف، والتحرر من إكراهات القوة المتوحشة وإرساء نظام أسمى قادر على بعث توازن سلمي ودائم في العالم.
هل هذا ممكن؟؟
الواقع يقول عكس ذلك فلا نظام أدنى ولا أسمى ولا توازن سلمي، بل قوى عظمى متجبّرة متغطرسة لغتها القنابل الحارقة والصواريخ العابرة للقارات وهي التي تسعى إلى إشعالِ مزيدٍ من الحروب، مزيد من إكراهات القوّة. بكل أسى أقول كلما خبت نار للحرب أوقد تجّار الحروب (إياهم) نار أخرى. إذا لماذا يكذبون؟ لماذا يُصرحون بأنهم يسعون لفعل كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم؟
اقرأوا إن شئتم ما قالته مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة (حسب خبر ورد طيّرته وكالات الأنباء): «أكرّر الدعوة التي وجّهها الأمين العام إلى جميع الأطراف إلى أن يبتعدوا عن حافة الهاوية وأن يأخذوا في الاعتبار التكلفة البشرية والاقتصادية التي لا تحتمل لنزاع إقليمي محتمل». يعني مجرّد دعوة أي أن لهم الخيار في أن يأخذوها أو يضربوا بها عرض الحائط وهو ما يتم في معظم الأحيان مما يجعل الأمين العام للأمم المتحدة في قلق دائم مسكين الله يعينه!
لو ترغب بكل صدق إحدى الدول التي نصّبت نفسها بنفسها زعيمة للعالم في إحلال السلام لتبنّت اتفاقية أومعاهدة أممية مُلزمة لتجريم الحروب العبثية والوقوف بكل صرامة لمن ينتهك تلك المعاهدة أو الاتفاقية. ما معنى وجود منظمة أُممية كالأمم المتحدة ومجلس أمنها وهي كخيال المآته، يتحكم فيها الأقوياء رغم أن ميثاقها يعتبر «أداة من أدوات القانون الدولي، والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة به. يقنن ميثاق الأمم المتحدة المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، من المساواة في السيادة بين الدول إلى حظر استخدام القوة»
السؤال: أليست الدول المتجبّرة كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوربي وهم أعضاء كغيرهم في الأمم المتحدة مُلزمين بذلك الميثاق وخصوصاً فيما يتعلق باستخدام القوة في العلاقات الدولية؟
استطاعوا إجبار الآخرين على الالتزام بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية الموقعة في 1968والالتزام باتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب وغيرها فهل يصعب عليهم التعهّد بقرار مُلزم بعد اللجوء إلى إكراهات القوة وشن حرب على الحروب الظالمة؟