خالد بن حمد المالك
وخلال زيارتي للمعرض استمعت من المسؤولين عنه أن لدى الهيئة العامة للصناعات العسكرية كوكبة من الكوادر الوطنية التي جاءت كمخرجات لإطلاق استراتيجية القوى البشرية لقطاع الصناعات العسكرية بالمملكة، ببرامجها البحثية والصناعية التي طوّرت القوى البشرية الوطنية، بما تقوم به الأكاديمية الوطنية للصناعات العسكرية من تدريب لتأهيل وتمكين الكوادر الوطنية.
* *
وبنفس هذا الاهتمام، فقد أولت الهيئة اهتمامها بالمرأة، تعزيزاً للإبداع والتكاملية، حيث لدى الهيئة أهدافٌ إستراتيجية على صعيد عمل المرأة في قطاع الدفاع كقوة حقيقية للدفاع عن الوطن، ومصدر إلهام وقوة مجتمعية مُنتجة، برؤية تنظر إلى ما تملكه المرأة من عقل مبدع ومبتكر يمكن استثماره للتكامل مع الرجل في دعم مسيرة الصناعات العسكرية في مجالات البر والبحر والجو والفضاء والأمن السيبراني، وقد ساهم عمل المرأة -وفق إحصاءات الهيئة- في دعم كفاءة أنظمة الدفاع، ورفع الكفاءة الكلية، والمساهمة في صُنع القرار.
* *
يقول مسؤول ممن التقيتهم بأن الهيئة العامة للصناعات العسكرية تفخر اليوم بأن أمننا بات صُنع أيدينا، وأن تجربتنا وعزيمتنا في تحديث وتوطين الصناعات الدفاعية تتجلى في معرض الدفاع العالمي، لتجعل من الرياض مركز الابتكار الدفاعي في العالم، وتُوفّر للاقتصاد الوطني المليارات من الدولارات والاستثمارات العالمية، وعوائد الصناعات الدفاعية التي تسري في مسيرة التنمية المستدامة ليكون للمملكة السبق والريادة في ذلك.
* *
ما أبهرني في زيارتي، وأثار انتباهي، وزاد من إعجابي ليس التنظيم المبهر وعدد الزوار والمشاركين فقط، وإنما مشاركة القطاع السعودي الخاص، ودخوله بقوة في هذا النوع من التصنيع للصناعات الدفاعية، بفضل التسهيلات، والتنظيمات، والدعم، ما جعل المملكة تحقق تقدماً في ميدان الصناعات الدفاعية، وتالياً ما جعل القطاع الخاص ينخرط في الاستثمار بقوة، منفرداً أو بالمشاركة مع مستثمرين أجانب، بما سوف يغنينا عن الشراء لبعض احتياجاتنا من الخارج، ومن شروطهم وإملاءاتهم التي لا نوافق عليها.
* *
انطباعاتي -وأنا غير متخصص- أننا كنا في المعرض أمام عمل تم التخطيط والتنفيذ له بعناية، ولا أدل على ذلك من أن المسؤول الأول وأعني المحافظ نقل مكتبه مع نوابه وكبار المسؤولين بالهيئة إلى المعرض ليكونوا على رأس الإشراف عليه، ومتابعته، والتأكد من أنه يسير بنفس الرؤية التي رُسمت له، خاصة وأن العمل لتنظيمه بدأ منذ انتهاء النسخة الأولى وعلى مدار عامين، وأن النسخة الثالثة سوف تبدأ بانتهاء النسخة الثانية فوراً ولمدة عامين من التحضير والاستعداد، وهو ما أفصح عنه المسؤولون بأنه سيكون أكثر تميّزاً مما رأيناه من نجاح في النسخة الثانية.