سمر المقرن
لم أحرص مطلقاً على الاحتفال بعيد الحب، لكنني «بصراحة» أحب أجواء اللون الأحمر الذي كان محظوراً قبل سنوات كان فيها العداء بالمطلق تجاه الورود الحمراء. أتذكر جيداً كيف كانت تتم عمليات إعدام الورود الحمراء الجماعية، بل كانت بعض المحلات تُغلق أبوابها تحاشياً للمشاكل في هذا اليوم!
اليوم تغير الحال، وأصبح السعوديون، يسعدون ويفرحون بهذا اليوم، ويقدمون لبعضهم البعض الهدايا والورود تعبيراً عن المودة والمحبة.
بعض المظاهر الشكلية والزينات المبهجة التي رأيتها في هذا اليوم سواء أثناء السفر إلى الخارج أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي حثتني على البحث في مظاهر هذا اليوم عند بعض الشعوب فوجدت مظاهر الاحتفال مختلفة وبعضها صادم أو مفاجئ. ففي كرواتيا مثلاً، ما إن تُشرق شمس يوم عيد الحب، حتى تحقق مبيعات أسواق التفاح أرقاماً خرافية، حيث يتسارع العشاق لشرائه، ووضع العملات المعدنية بداخلها لتقديمها إلى من يرغبون في الزواج منها. أما في الصين فمبيعات الرز تتفوق على تفاح كرواتيا، حيث تقدم الفتيات أطباق الأرز الملونة للرجال الذين قاموا بخطبتهن، تعبيراً عن موافقتهن على الخطبة، أو رفضها إذا تم وضع الثوم أو الفلفل أسفل طبق الأرز فهذا معناه رفض الفتاة للعريس، أما إذا وضعت عودين من النعناع، أو أي نبات أخضر فهذه علامة الموافقة.
أما في النرويج ففي عيد الحب يقوم الشباب بكتابة أبيات من الشعر تتضمنها دلالات ورموز تُعبر عن هوياتهم، وإذا عرفت الفتاة اسم الشاب يكافئها بمنحها بيضة كبيرة من الشوكولاتة الفاخرة، أما إذا فشلت في معرفة اسم الشاعر، فإنه يكشف عن هويته ويطالبها برد البيضة. أما عيد الحب في سلوفينيا، فتتم فيه مراقبة عروض الزواج بين الطيور وتفتح الزهور والنباتات في الحقول، حيث يقوم الرجال والنساء معاً بالذهاب إلى الحقول والسير حفاة غير مبالين باتساخهم بطين الحقول لمراقبة هذه العروض.
ومع نسائم صباح عيد الحب في الهند تُشارك الأبقار في هذه المناسبة الخالدة، فيقوم البعض باحتضانها في الشوارع تعبيراً عن حبهم للأبقار، وهناك طقوس غريبة جداً، حيث يبحث المارة في الشوارع عن أي فتاة ورجل معاً وتبدو عليهم مظاهر الحب فيقومون بتزويجهم بالإكراه في يوم عيد الحب! ويصل قطار الحب لمحطة الأرجنتين فيحتفلون بالعيد لمدة أسبوع كامل، ويقدمون للمارة في الشوارع الحلوى الفاخرة مقابل القبلات، كما يرقصون الرقصات الشهيرة لديهم كالتانجو. أما في اليابان فلا تخلو أيضاً من مظاهر الاحتفال بيوم عيد الحب المسمى باليوم الأبيض، حيث تقدم النساء للرجال قطع الشيكولاتة البيضاء الفاخرة تعبيراً عن المودة والمحبة، وفي المقابل ومع احتفالات أخرى قادمة يقوم الرجال بتقديم قطع شوكولاتة مماثلة للنساء.
ويتحول اليوم الأبيض في اليابان إلى الأسود في كوريا الجنوبية، ففيه يجتمع كل من ليس له حبيب أو لم يستقبل هدية في هذا اليوم في المطاعم للاجتماع معاً والندب والبكاء وتناول النودلز البيضاء بصلصة سوداء تعبيراً عن أحزانهم بافتقاد المحبين.
كل عيد حب وأنتم محبين ومحبوبين.