عندما يأتي الحديث عن القضية الفلسطينية على مر التاريخ يتصدر ذلك الموقف السعودي منها منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والذي له مواقف مشرفة من هذه القضية ونيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وهذا الموقف والدعم مستمر حتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وهذا يرجع بنا إلى أيام قلائل حيث ما صدر من بيان عن وزارة الخارجية حول الموقف السعودي من القضية الفلسطينية والذي جاء فيه:
أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة ثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وجاء فيه إن «المناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة».
وأورد البيان أن «المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وأكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع وهذا البيان يخرس ألسنة المشككين فالمملكة دعمها ليس سياسياً فقط بل دعمها يشمل الدعم المادي كذلك والتاريخ شاهد على ذلك على مر العقود من الزمن وحتى وقتنا الحالي ذلك الجسر الجوي الذي لم يتوقف حتى يومنا هذا للشعب الفلسطيني في غزة التي يتعرض فيها الفلسطسنيون للإبادة بفعل آلة الحرب الإسرائيلية ومنذ بدء العدوان على غزة كانت المملكة في مقدمة مصاف الدول التي تحركت لإيقاف نزيف الدماء الذي يتعرض له شعب غزة وكان اجتماع القمة العربية التي عقدت في الرياض مؤخراً حول ذلك وما نتج عنها من قرارات فيما كان المتابع لما تكتبه كبرى الصحف السعودية (صحيفة الجزيرة) عن القضية الفلسطينية والدفاع عنها من عدد من الكتاب بشكل شبه يومي يثبت أهمية تلك القضية والموقف السعودي منها وهنا أقتبس بعض ما كتبه رئيس التحرير خالد المالك في أحد مقالاته (على امتداد التاريخ وموقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير، تستجد حروب وأمور وتطورات وأحداث والموقف السعودي ثابت على ما هو عليه، التزام ومسؤولية نحو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وربط اعتراف المملكة بدولة إسرائيل باعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وهو موقف معلن وثابت ومعروف، وقد بلورته المملكة في المبادرة العربية التي ولدت بالرياض وأقرتها القمة العربية في بيروت، وضمن مضمونها اعتراف الدول العربية بإسرائيل مقابل اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية.
لكن من حين لآخر يحاول أعداء قيام الدولة الفلسطينية من الفلسطينيين والعرب، ومن يزايدون على هذه القضية أن يتحدثوا عن الموقف السعودي بخلاف الواقع، وبما يتعارض مع الحقيقة، وبما لا ينسجم مع ما هو ثابت ومعلن رسمياً من أعلى القيادات في المملكة، لأهداف مشبوهة لدى هؤلاء، ومصالح ذاتية، وأجندات تتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني، دون أن يؤثر ذلك على موقف المملكة، أو يأخذها بعيداً عن حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وفي طليعتها إقامة دولته الحرة المستقلة.
ومثل ذلك، ومع زيارة كل مسؤول أمريكي للمملكة، واجتماعه بالقيادة يتجنب عادة التصريح إلا بما ينسجم مع الموقف الأمريكي، وأحياناً يضيف إليه ما لا يمثل موقف المملكة، وخاصة حين يكون الحديث عن القضية الفلسطينية، وتحديداً عن التطبيع مع إسرائيل، ضمن لعبة خلط الأوراق التي تنتهجها واشنطن، وتحاول من خلالها التأثير على موقف المملكة الثابت من قيام الدولة الفلسطينية، وحشد رأي عام يتضامن مع تسريبات لمعلومات أمريكية وإسرائيل يه بما هو باطل وغير صحيح، وتفريغ موقف المملكة الثابت من التطبيع مع إسرائيل التي يعرفها العقلاء والشرفاء، وكل من يتابع مسار السياسة السعودية نحو الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة» انتهى.
كذلك ما كتبه في مقال آخر عن الدعم الأمريكي الفاضح لدولة الاحتلال إسرائيل (لا يختلف اثنان على أن أمريكا منحازة لإسرائيل، وأنها لا تقبل بما لا يقبل به الإسرائيليون، وأنها تمسك بالملف الفلسطيني - الإسرائيلي لوحدها دون أن تسمح لدولة أخرى بأن تشاركها فيه، وذلك حتى تمنع ما لا تريده إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين، وتالياً للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية، وأن حرب غزة التي تجري الآن بدمويتها, وعنفوانها, وتدميرها, وقتل وإصابة ما يقارب من مائة ألف قتيل ومصاب، فضلاً عن تدمير غزة وتحويلها إلى أرض محروقة تتم بدعم أمريكي مفتوح)، والمتابع لتغطية وسائل الإعلام الرسمي السعودي لهذه الحرب يدرك ذلك وأن المملكة هي صاحبة الريادة في الدعم بمختلف أنواعه للقضية الفلسطينية وفي المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة من خلال مندوب المملكة الدائم فيها وهنا أستذكر قبل عقدين من الزمن عندما كلفت من رئيس التحرير في هذه الصحيفة لمرافقة حملة إغاثية برية انطلقت من الرياض مروراً بتبوك لإيصالها العاصمة الأردنية عمان حتى يتم نقلها من الأردن لفلسطين وقد التقيت خلالها بالمسؤولين الفلسطينيين في ذلك الوقت من سفراء وآخرين والذين أشادوا بالموقف السعودي للشعب الفلسطيني والدعم الكبير للقضية على مر الزمن والذي لا ينكره إلا جاحد.