عثمان أبوبكر مالي
انتهت (حادثة) لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم التي وقعت قبيل انطلاقة بطولة أمم آسيا لكرة القدم الأخيرة؛ انتهت بسلام بعد صدور القرارات والعقوبات من (لجنة الاحتراف وأوضاع) ضد اللاعبين الستة المخطئين - بطريقة أو أخرى - بحق أنفسهم وقميص المنتخب الوطني.
أقول (حادثة) لأن ما حصل هو كذلك بالفعل، بل هو (سابقة) لم تحدث من قبل، وهنا أتحدث عن الفعل وليس القرار أو العقوبة، ولذلك كان محتماً أن لا تمر الحادثة، دون أن يكون لها عقوبات واضحة ورادعة، وحسب اللوائح المنصوص عليها، ولم تنفع محاولات جر القضية لتقيد ضد مجهول، أو يكون حلها بأسلوب (كل واحد يصلح سيارته).
أدانت اللجنة اللاعبين بدرجات متفاوتة، ويظهر ذلك من العقوبات التي استحقها كل لاعب بناءً على التحقيقات التي تمت، والتي ثبت من خلالها أن هناك (إخلالاً بالالتزامات) من قبل اللاعبين بمواد في لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين (حسب بيان اللجنة).
اللوائح جعلت القرارات التي أعلنت هي من وجهة نظري (خروج آمن) للاعبين بعد إدانتهم، وبقدر الخطأ الذي ارتكبه كل لاعب، وإن جاءت العقوبات في نظر البعض (مخففة) وليست بمستوى النظرة أو الزاوية التي أراد البعض أن يأخذوا بها ما حدث، مثل من كانوا يطالبون بالشطب نهائياً للاعبين أو بعضهم، فذلك ذنب اللوائح وليس القرار.
ويبقى سؤال مطروح.. هل يمكن أن يعود اللاعبون المعاقبون قريبا - أو يوماً ما - إلى المعسكر وارتداء قميص الأخضر مرة أخرى؟ّ والجواب الواضح والمباشر (نعم وبكل تأكيد) فلا شيء يمنع من ذلك إطلاقاً، سواء مع الجهاز الفني والإداري الحالي في المنتخب أو حتى في حالة تغيره، لا يء يمنع من ذلك لا في منطوق القرار الصادر ضدهم، ولا في قرارات شطب (قديمة) حدثت في سنوات بعيدة، وفي أحداث مختلفة للاعبين وأسماء (مشهورة) ولأسباب تتعلق بتجاوزات أو خروج مرفوض، وذلك في مرحلة (الهاوية) فكيف بعد مرحلة (التنظيم) الحضاري الذي شهدته كرة القدم السعودية، بعد تطبيق أنظمة الاحتراف ولوائحه.
كلام مشفر
- رغم الخروج الآمن في القرارات، المهم في الموقف فشل محاولات (تمييع) الموضوع في سابقة لم تحدث من قبل، ويسجل للجنة الاحتراف نجاحها في أخذ قرار يؤسس لمرحلة قادمة وواضحة، تؤكد أنه لا تساهل مع أي لاعب لا يلتزم بنداء ارتداء قميص المنتخب، مهما كان اسمه وناديه، ومهما وقف أو حاول البعض حمايته أو تبرئته.
- اعتبر خروج الكابتن حسين الصادق للحديث عن القرارات بعد صدورها مباشرة، عبر برنامج (اكشن مع وليد) أهم (عمل مهني) قدم عن القرارات، لأنه جاء في الوقت المناسب ومواكباً لصدور القرارات، وتبرير الصادق بعدم الخروج قبل ذلك التوقيت بحجة أن (القضية منظورة) هو أيضاً رد مهني مقنع.
- المهم في ظهور الصادق في البرنامج، أنه جاء للتوضيح وليس لمزيد من إشعال النار في الفتنة والقضية، كما رأينا في برامج أخرى، كانت تتحدث بميول فاضح وتوقد النيران بألوان مزبرقة؛ وهم يمولون (زيدوا حطب .. زيدوا نار)!!
- تدريب السيد مانشيني للمنتخب الوطني الأول يدخل (ثقافة جديدة) في أداء اللاعب السعودي في المنتخب وتعامله مع طريقة الكرة الإيطالية، وأعجب ممن يرددون أنها لا تناسب اللاعب السعودي، وهم في نفس الوقت ممن صدعوا رؤوسنا بأن اللاعب السعودي موهوب وسريع البديهة، وقادر على اللعب والتأقلم مع أي مدرسة.
- لم يمنع رفض اللاعب العالمي (ميسي) قبول عرض مشروع الاستقطاب الكبير والخيالي الذي قدم له للانضمام إلى نادي الهلال، من استمرار المشروع وتطوره وانتشاره، ولن يمنع فشل اللاعب كريم بن زيما - حتى الآن - من (التأقلم) وتقديم مستواه أو المنتظر منه على الأقل في نادي الاتحاد من استمرار المشروع وتطوره وانتشاره، وقدوم لاعبين آخرين ونجوم كبار، ننتظرهم الصيف القادم بفارغ الصبر، والأسماء المستهدفة معروفة.
- وبالمثل خروج أي لاعب - مهما كان اسمه - لن يمس المشروع بشيء ولن يهزه، ولن يغير من نظرة العالم له، لقد كان ولا يزال (المشروع الرياضي السعودي) هو الأهم والمقدم والأكبر من أي اسم أو نجم (حضر أو لم يحضر) والدليل أن هناك أسماء (عالمية) تعرض نفسها على لجنة الاستقطاب، وسيكون الصيف موعدها مع الدوري السعودي.