محمد الخيبري
بدون أدنى شك وبلا جدال أن «لعبة كرة القدم» هي اللعبة الأكثر شعبية بالعالم والأوسع نطاقاً بالمتابعة من كافة فئات المجتمعات بالكرة الأرضية.
ولكونها لعبة جماعية تنافسية يطغى فيها الحماس في معظم المباريات إلا أن لها عدة أوجه تعتبر «الأقبح» على الإطلاق، وتأتي الإصابات القوية والبشعة والشغب الجماهيري الذي يصاحبه عنف والهتافات العنصرية «المقيتة» في مقدمة تلك الأوجه القبيحة التي تشوه جمالية اللعبة وتخدش نبل مبادئها.
ويكون تواجد تلك الأوجه في أغلب بطولات كرة القدم بالعالم وتتفاوت مستويات «القبح» بين البطولات حسب الثقافة الرياضية لكل بلد تقام فيه.
مؤخراً انتهت البطولة «الآسيوية» التي نظمتها وفازت بلقبها الشقيقة «قطر» بمكاسب عديدة أبرزها وصول المنتخب الأردني الشقيق لنهائي هذه البطولة، والذي يعتبر «الحصان الأسود» في البطولة والذي نال إعجاب واحترام الجميع.
البطولة في مجملها اتسمت بالروح الرياضية التنافسية، وحملت الكثير من المفاجآت واستحوذت على الاهتمام الإعلامي الدولي والجماهيري على الرغم من تزامن موعد إقامتها مع بطولة الأمم الإفريقية.
لم يكن في البطولة ما يثير التوتر نظراً للتنظيم الجيد والتحضير الذهني من القيادة القطرية لهذا المعترك القاري بل إن معظم المباريات انتهت بشكل ودي ونموذجي.
الأوجه «القبيحة» التي تشوه جمالية كرة القدم ظهرت بشكل تدريجي وبكل أسف بين صفوف منتخبنا الوطني عندما أعلن الجهاز الفني بقيادة السيد «روبيتو مانشيني» استبعاد ستة نجوم من نجوم منتخبنا الوطني لأسباب إدارية وانضباطية.
هذا الاستبعاد كانت له أسبابه غير المعلنة وإنما أثير هذا الموضوع في أول مؤتمر صحفي للمدير الفني للمنتخب السعودي الذي ذكر بعض التفاصيل على مضض، وبشكل لم يشبع الشارع السعودي مما فتح باب التأويل على مصراعيه.
وقد زاد «صمت» الاتحاد السعودي وإدارة المنتخب من حدة التوتر حتى طالت الاتهامات الجماهيرية والإعلامية إدارة المنتخب والدخول في «ذمم» العاملين بإدارة المنتخب بكل قسوة.
وكان التأخير غير المبرر في فتح ملف التحقيق في هذه القضية والتأخير في إعلان إصدار القرارات قد ساهم كثيراً في الخروج عن نص المهنية من «بعض» المنتمين للإعلام وخروج «بعض» الجماهير المنتمين للأندية التي يلعب لها النجوم الستة عن نص المنطقية وتفعيل «مبدأ نظرية المؤامرة» في كل تجمع سواء بالواقع الافتراضي بمواقع التواصل الاجتماعي أو حتى بالمدرجات.
وبعد صدور قرارات لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم والتي تنوعت بين إيقاف وغرامات مالية، وعلى الرغم من إصدار بيانات مفصلة حول تلك العقوبة إلا أن تلك القرارات لم تكن مقنعة لمعظم المتابعين.
من وجهة نظري أن أبشع الأوجه وأكثرها قبحاً عندما يكون المكتسب الوطني كـ»المنتخب الوطني» ساحة لتصفية الحسابات ورمي التهم للمنتسبين لإدارته وأجهزته الفنية والإدارية والطبية واللاعبين النجوم الدوليين والمساس بكرامتهم وذممهم ووطنيتهم.
أعتقد أن الأمر يستحق «الدراسة» والوقوف كثيراً لمعالجة الأمر حسب معايير رؤية الحكومة الرشيدة التي لم تدخر جهداً ولا مالاً في سبيل رقي رياضتنا السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
وبات التعامل النظامي وفق اللوائح أو سن القوانين أمراً حتمياً من وجهة نظري، حتى لا تتفاقم المشكلات وتزداد «الوجوه القبيحة» لكرة القدم السعودية. وحتى يتم حفظ حقوق وكرامة الجميع وترك الجماهير يمارسون تعصبهم «المحمود» والطبيعي لأنديتهم ونجومهم دون المساس بتلك الحرية وفرض الرقابة الإعلامية على المؤثرين من الجماهير لمحاسبة «المسيء» ومكافأة «المحسن» من مبدأ «الثواب والعقاب والتحفيز».
ولضمان تأسيس أرض رياضية صلبة وخصبة وبيئة رياضية نموذجية ووجهة رياضية استثمارية لا بد من العمل وفق تطلعات «رؤية المملكة 2030» وليكن «الحزم» ضمن تلك الأجندة.
قشعريرة
همسة في أذن الاتحاد السعودي لكرة القدم
ما صدر وبدر من النجم الكبير «وأسطورة» كرة القدم العالمية في المباراة الختامية لبطولة موسم الرياض شيء مقزز تناولته وسائل الإعلام العالمية بشكل ساخر لا يليق بحجمه وجماهيريته وهو المحسوب على كرتنا السعودية.
الجلوس معه بشكل «ودي وجدي» سيقرب وجهات النظر وعمل لرأب الصدع الجماهيري وهي المنطقة االتي تقع في منتصف «عصا» المنطقية والتعقل للإمساك منها.
ولضمان عدم إجهاض الصفقة الاستثمارية الكبيرة والتي حضر من أجلها فلا بد من العمل على ديمومة الوجهة الرياضية السعودية المشرقة والنموذجية إلى كافة الأصعدة والمستويات.