د. إبراهيم الشمسان أبو أوس
أكتب هذا بعد سنوات من البحث والكتابة، وهي تجربة متواضعة؛ ولكني رأيت أن أهديها إلى الشداة من الباحثين، وهي جملة من الأمور التي قد يرى أنها شكلية؛ ولكنها مع ذلك مهمة في نظري، فأرى أن على الباحث مراعاة ما يأتي:
1-الاطراد في رسم الهمزة التي نجد لرسمها تعددًا، نحو (شؤون/شئون)، والأولى عندي (شؤون)، ونحو (هيئة/ هيأة) والأولى عندي (هيأة) لأن الهمزة المفتوحة في وسط الكلمة ترسم على ألف إن كانت بعد ساكن(1)، وهي هنا بعد (حرف لين)، بخلاف (بيئة) لأن ياءها كسرة طويلة (ياء مد).
2-الاطراد في رسم التنوين بعد الفتحة، وله طريقتان مشهورتان وثالثة نادرة، نحو (زيدًا/ زيداً/ زيدَاً) (فتًى/ فتىً/ فتَىً)، والأولى عندي (زيدًا) و(فتًى)؛ لعلل منها أنها طريقة الخليل بن أحمد، وأنها موافقة لنقط أبي الأسود الدؤلي، ولتطرد ملازمة التنوين حركة الحرف (زيدٌ/ زيدٍ/زيدًا)، ولتجنب رسم حركة الحرف على غيره.
3-الاطراد في رسم الأقواس والأهلة واستعمالها كالآتي:
-للاقتباس علامتا اقتباس، نحو: قال النابغة «أنت شاعر؛ ولكنك أقللت جفانك وأسيافك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك». أو «أنت شاعر؛ ولكنك أقللت جفانك وأسيافك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك». فإن تضمن النص المقتبس نصًّا محصورًا بين علامتي تنصيص جعلناهما هلالين، نحو: قال البعيمي: وهذه الأفعال موقوفة على السماع، قال ابن مالك:»ومأخذ هذا النوع السماع»2 وسمّاها المتعدية بوجهين. نجعله: قال البعيمي: «وهذه الأفعال موقوفة على السماع، قال ابن مالك:(ومأخذ هذا النوع السماع)2 وسمّاها المتعدية بوجهين».
- للآيات قوسان مزهران: قال تعالى «الحمد لله رب العالمين»
-لتوثيق الآية في المتن وللإقحام في النص معقوفان: [2– الفاتحة]، قال البغدادي» :قال الجوهري [في الصحاح]: يقال تملّقه وتملّق له تملقًّا.»
-لتوثيق الأحاديث قوسان {}، نحو: قال e: {الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِين}.
- للإبراز والتحديد هلالان ()، نحو: تضاف (إذ) إلى الجملة.
4-وصل الأحرف التي وضعت على حرف واحد بما بعدها وإن حصر بهلالين، نحو: أجاء زيدٌ وعمرٌو/ ابدأ صلاتك بـ(الفاتحة) ثم ما تيسر من القرآن. وأما ما يعرض من أفعال الأمر من اللفيف المفروق فلا يوصل دفعًا للبس، نحو: (قِ نَفْسك واحذر الأسد)، وكذا إن كان اسمًا، نحو: (يقدر س الحركة على ألف المثنى)/ (آيات ص عددها 88آية).
5-لا تُترك مسافة (فراغ) قبل علامة الترقيم بل بعده: جاء زيد، ومضى عمرو؛ لأنّهما مختلفان. هل تعلم سبب ذلك؟، وأما الأهلة والأقواس فلا مسافة بعد الأول ولا مسافة قبل الآخِر، نحو ما هو ظاهر سابقًا.
6- لتوثيق المقتبسات وكتابة الحواشي طريقتان إحداهما أسفل الصفحة والأخرى جعلها تعليقات آخر البحث، والأولى عندي جعلها أسفل الصفحة، خاصة في الأعمال المطولة.
7-لترقيم الحواشي طريقتان في الغالب ترقيم لكل صفحة وترقيم متصل، والأولى عندي الترقيم لكل صفحة وهذا يلائم الأعمال الطويلة.
8-إن تكررت الإشارة إلى مصدر أو مرجع فالأولى عندي تكرار كتبه خلافًا لمن يكتب (السابق) ونحوها.
9-لذكر اسم المصدر أو المرجع في الحاشية طريقتان مشهورتان إحداهما ذكر اسم المصدر أو المرجع ثم مؤلفه ومعلومات النشر. والأخرى ذكر اسم المؤلف فاسم المصدر أو المرجع فمعلومات النشر. والأولى عندي الطريقة الأولى أي البدء باسم المصدر أو المرجع؛ لأن من الأعمال ما لا يكون لها مؤلف محدد كدواوين الشعراء القدماء والموسوعات وبعض المعجمات والتقارير والنشرات والأدلة، ونحوها.
10- تجعل قائمة المصادر والمراجع بعد الخاتمة مباشرة قبل الملحقات والفهارس الفنية؛ لأنها جزء لا يتجزأ من العمل.
11- يتميز توثيق آي (القرآن الكريم) بذكر رقم الآية واسم السورة في المتن، وهذا لا يختلف في الغالب في المصاحف وإن اختلفت نشراتها؛ لذا لا فائدة في تصدير قائمة المصادر والمراجع بـ(القرآن الكريم)، خلافًا لفعل بعض الباحثين.
12- الغرض من قائمة المصادر والمراجع مساعدة القارئ على سرعة التحقق من صحة المعلومات؛ لأن الأعمال قد تكون لها نشرات مختلفة، ولذا يحسن جعل المصادر والمراجع في ثبت واحد فلا يفرق بين بحوث وكتب ومجلات ونشرات ونحوها بل تكون القائمة واحدة ما دامت اللغة واحدة.
13-يجب أن يكون ترتيب القائمة وفاق ترتيب الإحالة للمصدر أو المرجع في الحاشية؛ فإن كانت تبدأ بذكر المصدر أو المرجع رتبت القائمة حسب أسماء المصادر أو المراجع، وإن كانت تبدأ بذكر المؤلف رتبت القائمة وفاق أسماء المؤلفين.
14-يجب في وضع الحركات أن يهمل سكون المدغم في مثله أو مقاربه، كالنون من (اِفْرَحْ لِصاحِبِكَ إِن نّالَهُ خَيْرٌ وَّإِن مّالَ عَنْكَ وَقَد طّالَتْ جَفْوَتُهُ).
ولعل هذا يصلح للبحوث و الرسائل التي لا تنشر في أوعية نشر لها شروطها الخاصة وطرائقها الملزمة في توثيقها، وهي طرائق أعجمية أقحمت على أعمال العربية من غير ضرورة.
(1) ينظر: دليل توحيد ضوابط الرسم الإملائي للكلمات العربية، تأليف: عبد الله الشلال وآخرين، المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج/ الكويت، 1430/ 2009م، ص 30.