د.منال بنت عبدالعزيز العيسى
احتفلت الرياض في الحادي عشر من فبراير2024 بتدشين أول كلية للفنون في المملكة العربية السعودية بالشراكة بين وزارة الثقافة وجامعة الملك سعود ضمن خطة إستراتيجية واعدة تهدف لـ :
- تقديم برامج أكاديمية متخصصة عالية الجودة وفقاً للمعايير الوطنية والدولية.
- استقطاب الطلبة المتميزين والموهوبين وفقا لمعايير قبول محددة.
- تهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار.
- إجراء بحوث ودراسات علمية متخصصة في مجالات الفنون.
- إعداد خريجين مؤهلين فنيا وعلميا ومهنياًَ.
ويمثّل وزارة الثقافة في هذه الشراكة كل من: هيئة الأزياء وهيئة التراث وهيئة الموسيقى وهيئة الأفلام وهيئة الفنون البصرية وهيئة المسرح والفنون الأدائية.
هي أهداف رائعة ضمن شراكات متخصصة، وتأتي هذه الشراكة من تفهم وزارة الثقافة لأهمية الجامعات السعودية بشكل عام وجامعة الملك سعود بشكل خاص في المساهمة العلمية الفعَّالة ضمن خطط إستراتيجية أكاديمية تسعى من خلال التخصصات والخطط الدراسية لقيادة المشهد الفني السعودي باقتدار ضمن مبادرة رائدة لجامعة الملك سعود بافتتاح كلية خاصة بالفنون بما يتناسب ومكانتها العلمية وتاريخها العريق الحافل بالمنجزات والمبادرات بما يتوافق ومستجدات العصر .
وجاءت مجالات التعاون ضمن المحاور الآتية:
- التخصصات والمناهج.
- شؤون الطالب.
- الأبحاث والمنشورات.
- أعضاء هيئة التدريس.
- الفعاليات والملتقيات.
- المهن الثقافية.
- البرامج الثقافية.
- حاضنات ومسرعات الأعمال.
- تفعيل الأصول الثقافية.
محاور لافتة للنظر بشموليتها ودقة اهتماماتها، ولعل ذلك يساهم في توحيد المنبر الفني السعودي من خلال شراكة مهنية وعلمية؛ لعلمنة المنجز الفني السعودي بما يليق به وقد سخرت له كافة الإمكانيات البشرية والعلمية والمهنية والمادية ليساهم بشكل علمي في إبراز الفنون السعودية محليا وخليجيا وعربيا وعالميا بما يليق به.
وكانت البداية بتعيين الدكتورة الفاضلة منى المالكي كأول عميدة لكلية الفنون بجامعة الملك سعود، وهي الأكاديمية المميزة بعلمها وقلمها ومشاركاتها الفاعلة، ثم جاءت الشراكة وتدشين الكلية واستقبالها للدفعة الأولى من طلبتها في العام 1445 .
وهنا لا بد لي من وقفة اعتزاز وفخر بمنجزات جامعة الملك سعود وشراكاتها النوعية المثمرة وقدرتها على استيعاب مستجدات الواقع علمياً، فقد بادرت سابقاً بافتتاح كلية للرياضة وأخرى للقانون «للطالبات» وبالتالي فالوعي الأكاديمي السباق كان دائماً من نصيب الجامعة الأم، جامعة الملك سعود الحبيبة.
وأقدم مقترحات للكلية ولوزارة الثقافة ضمن هذا الشراكة الفعَّالة لعل من أهمها:
1- تفعيل النقد الجمالي عبر مناهج علمية تدرس للطلبة، كأساس فلسفي لفكرة العلاقة بين الفنون والنقد الجمالي بشكل عام والفني بشكل خاص.
2- استحداث مسمى «الناقد الفني الخبير» لكافة الفنون، يسايرها ويتابعها وفق مناهج علمية دقيقة.
3- عقد شراكة مع قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود من خلال استقطاب أساتذة النقد؛ للمساهمة في تدريس ما ينبغي استحداثه من مناهج نقدية جمالية.
4- تفعيل الحضور الفني السعودي من خلال المنصات العربية والعالمية، واستثمار القوى البشرية في متابعة الأعمال الفنية « طور الإنجاز» بما تحتاجه من سيناريو ومصحح لهجات وأزياء ومدقق موسيقي.
5- استحداث فعالية سنوية: «يوم الفن السعودي» بعد موافقة الجهات المعنية؛ تستعرض من خلاله الوزارة بالشراكة مع الجامعة المنجزات الفنية السعودية ضمن فعاليات سنوية تليق بالحدث والمكان والزمان وضمن جدول فعاليات تتنوع بين الموسيقى وعرض الأزياء والفنون المسرحية والأدائية يصاحبها ورقات علمية محكمة في برنامج احتفالي سنوي.
6- استحداث جوائز في كافة المحاور المتفق عليها يعلن عنها في الفعالية السنوية ليوم الفن السعودي برعاية وزارة الثقافة وجامعة الملك سعود.
** **
أستاذ الفلسفة والنقد - جامعة الملك سعود