م. بدر بن ناصر الحمدان
العنوان اقتباس من مقولة الفيلسوف الإنجليزي بيرتراند راسل، الحائز على جائزة نوبل الفخرية للأدب عام 1950 نظير إصداراته التي يدافع فيها عن المثل الإنسانية وحرية الفكر، كما يُنسب له مبدأ أن «القدرة على ملء وقت الفراغ بذكاء هو أعلى مستوى من الثقافة الشخصية».
قد يبدو ذلك مُنافياً لكل تلك المبادئ التي تدعو إلى أهمية الوقت وفرضية العيش في كَبَدٍ دائم، ولكن في رأيي الشخصي أن ما ذهب إليه بيرتراند راسل يُمثِّل بُعداً فلسفياً في غاية الأهمية، ذلك يكمن في تناوله لدائرة الفراغ المُمنهج الذي يدخل فيها الإنسان بمحض إرادته، والتي تظهر عادة تحت مسمى «الوقت الخاص».
لا تقبل أن يفرض عليك أحد قيوداً أو وصايةً تُفقدك استحقاقاً مشروعاً في الاستجمام بوقتك وإدارته كيفما تشاء ما دمت مسؤولاً عن نتائجه، ثمة لحظات تعبث بها قد تفوق في تأثيرها أوقاتاً طويلة من دورات الهندسة البشرية التي ربما تزعم أنها تُؤهلك على أن تكون ذا مزاج إيجابي ومعنويات مرتفعة، المعادلة باتت مختلفة تماماً.
يقول السيد بيرتراند راسل يقول: «إدراك عدم أهمية الوقت هو بوابة الحكمة»، بعثروا أوقاتكم كيفما شئتم، اعبثوا بها، اهدروها في كل ما يعود عليكم بسلام داخلي، وبروح مفعمة بالحياة، ستكتشفون لاحقاً أن كل ما تقومون به من جهد هو من أجل الظفر بهذه «الأوقات الخاصة».