ليلى أمين السيف
- تقلبت ذات اليمين تارة وذات اليسار تارة أخرى.. كيف يستطيع الرجال النوم بهذه السهولة.. لا يتقلبون أرقاً أبداً فهم إن ناموا لا يستيقظون وإن استيقظوا يعودون للنوم بكل سهولة.. إنني إن أيقظني طارئ ما, جافاني النوم ورغم تعبي إلا أنني أتسول النوم ولا يبقى أذكارٌ أو دعاءٌ إلا وأردده عساني أغفو مجدداً.
- عادوا سوياً من مدرستهم .. ذهب لغرفته ليبدل ملابسه ويتوضأ ويصلي الظهر ففي هذه البلاد لا تجد حتى وقتاً للصلاوت النهارية فكأنك في سباق والحمد لله على كل حال.. ناداها سأرتاح ريثما تعدين الغذاء وحالما تنتهين أيقظيني لنأكل سوياً.. لم تكن رجلاها تقوى على حملها وقد كانت كأنها في حفلة ماراثون تقطع السلطة وتقلب الأكل في الطنجرة الأخرى وتغسل الصحون التي بالحوض وتكنس ما وقع على الأرض وتلقي نظرة على غسيل ملابس المدرسة وتعد الشاي وترتب السفرة..
الجميع عاد متعباً ذاك من مدرسته وهذا من عمله والمفعوص الصغير من روضته ولكنها عليها هي ألا تتعب أو تشكو أو يبدو عليها حتى أمارة الإرهاق.
- كل شيء في نظام الأنثى متعب منذ أن تبصر عيناها النور, في بلوغها وجع قبل دورتها بأسبوع وأثناء دورتها وهي تتألم..
- يقولون حين زواج البنت الحمد لله «سترنا البنت» من قال ذلك ضحك علينا ها هي تبدأ أول مراحل التكشف.. تتكشف على رجل غريب ثم تدور على أطباء النساء والولادة.. التهابات وحمل وولادة واحدة تلو أخرى.
- الحجاب والنقاب الذي يمنعها عن الحركة بحرية بل وحتى التنفس بينما هو يتنقل كيفما شاء ووقتما شاء لا يحمل هم شعره الذي يبين من تحت الحجاب أو تفاصيل جسده التي يجب أن يسترها الجلباب.. ضحكته تصل عنان السماء وصوتها الذي يجب ألا يسمع حتى همسه.
- تحبل وتلد وتربي وتسهر وتكنس وتمسح وتطبخ وتنظف وتعلم.. وهي لا تشكو ولا تئن والابتسامة تشق وجهها شقاً وكي لا يتغير مزاج أحد فعليها أن تداري الصغير والكبير لايسألها أحد عن حاجتها.. عن ألمها.. عن نفسيتها..
قد يغيب الزوج عن العمل وقد يتعب الابن فلا يذهب للمدرسة وقد لا تكون الابنة في مزاج اليوم.. وهي لا يغيرها الزمن ولا تجري عليها سنن الكون. دوماً هي في عمل دائم دائب.. بدون راتب.. وأحياناً بدون حتى لا إحساس بها إلا كلمة من هنا «شكراً.. أو.. سلمت يداك» رفعاً للعتب ليس إلا.
- قالوا لا تشكين أمام زوجك تعبك ووجعك فالرجال لا يحبون المرأة المتوجعة بينما هم إن أصابه زكام علم القاصي والداني به.. يئن ويتوجع ويريد أن يكون قبلة اهتمام الجميع وهي عليها أن تتبع المثل القائل «زوجك يحب أن يراك قوية» ولا يسلم أحد من زمجرته وغضبه إن صادفته مشكلة في عمله أو في حياته وعلى جميع من في البيت أن يحترم توتر سيد البيت.
- تصبر المرأة على فقر زوجها فيكافئها عند غناه بالزواج من أخرى فقد حلل له الشرع ذلك.. وإذا افتقر الرجل بعد غنى فالمرأة الأصيلة هي التي تصبر وتحتمل.
- يتقاعد الرجل من عمله فينصب نفسه مسؤولاً في المنزل فيتابع القاصي والداني.. والمسكينة تقاعدها لا يكون إلا بوفاتها.
- قالت لي أمي ذات مرة «بين الحرمة والرجال ما يعلم إلا الله» وكم من زوجة احتملت تعليقات زوجها الساخرة منها أو من جسدها أو أسلوبها أو فكرها.. وهي عليها ألا تفكر حتى مجرد تفكير بعيوب زوجها أو إخباره بما يرضيها منه أو يزعجها ليجتنبه.
- يبحث الرجل دوماً عن حقوقه ويتجاهل أي حق للمرأة وعلى المرأة أن تعطيه حقه وحقها بكل حب وشغف
هذه المرأة في مجتمعاتنا.. لم يرحمها المجتمع..
ورغم إنصافها في ديننا الذي أسقط عنها بعضاً من التكاليف لما فيها من مشقة وطلباً للطهارة كالصلاة والصيام أثناء حيضها إلا أن الرجل مازال للأسف الشديد لا يرى إلا حقوقه ولولا قدوم بعض الرجال لهذه البلاد لما اعترفوا بحق للمرأة في الحياة من أساسه.. ولذلك كثرت حالات الطلاق أو الانفصال العاطفي بين الشركاء.
فمن ينصف هذه المرأة..