خالد بن حمد المالك
ليس هناك من تفسيرٍ لإصرار إسرائيل على مواصلة مذبحتها في غزة، وعجز مجلس الأمن، والأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، من الضغط على تل أبيب لإيقاف مجازرها، وليس مفهوماً لديّ لماذا لم تمنع أمريكا والغرب إيقاف القتال، حتى وإن ادعوا كذباً بأن إسرائيل بجرائمها بحقِّ المدنيين في غزة إنما تواصل الحرب دفاعاً عن النفس.
* *
وليس عندي من تفسيرٍ في تركيز أمريكا والغرب وإسرائيل على إطلاق سراح الرهائن لدى حماس، وعدم اهتمامهم بإطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين في إسرائيل، وبعضهم يقبع في السجن منذ عقود دون محاكمة، بل وعدم ربط أمريكا والغرب تحرير الرهائن الفلسطينيين بإيقاف عدوان إسرائيل.
* *
ولا أفهم أبداً، كيف تتحدث أمريكا وشركاؤها عن دولة للفلسطينيين وفق خيار الدولتين، وتعلن حكومة العدو الإسرائيلي بأن إقامة دولة للفلسطينيين لن يتم، وأنها لن تسمح بذلك، وأن الحل هو في تهجير الفلسطينيين إلى دول تقبل بهم، ولا يأتي أيُّ رد فعل على الموقف الإسرائيلي من أمريكا وبقية حلفائها في عدوانها على الفلسطينيين.
* *
ولا أفهم كيف تقبل دول كبرى كأمريكا هذا الوضع، وتسمح باستمرار الاحتلال، ولا تتحرك في منع إسرائيل من حرب الإبادة التي تقوم بها ضد الفلسطينيين، وهي التي تتحدث عن ضرورة قيام دولة للفلسطينيين ضمن تسوية تجعل من الوضع في منطقتنا آمناً ومستقراً، ويضمن الأمن لدولتي فلسطين وإسرائيل.
* *
وللتذكير فإن أمريكا ومعها الغرب تنادي بحق الشعوب بالحرية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، واختيار النظام الذي تريده، وأنها ضد احتلال دولة لأخرى، ولكنها عندما يكون الحديث عن إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية فالمعايير تختلف، والمواقف تخلو من هذه الشعارات المرحب بها.
* *
ثم أريد تفسيراً مقنعاً في تباين الموقف الأمريكي والغربي من حرب روسيا - أوكرانيا، وحرب إسرائيل وفلسطين، ففي الأولى هم ضد التدخل الروسي، ويصفونه بأنه عدوان على شعب أوكرانيا، فأغدقوا المال والسلاح لمقاومة الروس، وتعاطفوا سياسياً مع أوكرانيا، وفي الثانية ينظرون إلى اعتداءات إسرائيل على أنها دفاع عن النفس، وأن حماس تنظيم إرهابي، وهكذا فالجسر الجوي والبحري بالسلاح يتواصل لإسرائيل، وكذلك الموقف السياسي المساند لإسرائيل.
* *
العالم إذاً لا يحكمه العدل، ولا الإنصاف، والمواقف لا تكون دائماً مع الحق، فلغة الاستعمار، وقهر الشعوب، لم تتغير، وما يجري في غزة مشهد صارخ عن الظلم والعدوان، وما لم تنقله وسائل الإعلام عن المجازر ربما لو عُرض ولو بعضها لرأينا ما يشيب له شعر الرأس.
* *
قال الإسرائيليون؛ إننا نحارب حيوانات وليس بشراً، وأن الأولى أن يتم إلقاء قنبلة عليهم تبيدهم جميعاً، وقالوا إن الفلسطينيين فقراء ويتمنون لو توافق الدول على استيعابهم، فهل لدى أمريكا من تفسير لهذا الكلام وقد صدر عن دولة إرهابية تقوم واشنطون وحلفاؤها بدعمها؟
* *
يعوزني الفهم، في التعرّف على ما وراء الكواليس، ما يتم تحت الطاولة، ما يُقرر في الغرف المقفلة من مواقف لا إنسانية، وقذرة، وتتم والضمائر في سبات، فمتى نفهم إلى أين هم ذاهبون في دعمهم للاحتلال الإسرائيلي، ليتهم يتحدثون لنا بما يتم في الخفاء بينهم، لنكون على علم بالمخطط، والمؤامرة الكبرى التي لا مثيل لها ضد فلسطين والدولة الحلم، مع أن ما يتحدثون به يومياً يفضحهم ويدينهم.