سهوب بغدادي
يعرف مصطلح الكدادة بطلب العيش والرزق في مهنة التوصيل وللكدادين أماكن تواجد خاصة ومتعارف عليها، وهي مهنة اشتق مسماها من الكد والتعب والمشقة، باعتبارها مهنة تستلزم الصبر والبحث عن الزبائن وإقناعهم في أغلب الأحيان بما يقدمه الشخص واختياره دون الآخرين، فيما نرى الكدادين في المطارات، خاصةً في مطاري الملك عبدالعزيز الدولي في جدة والملك خالد الدولي في الرياض، فتواجدهم كثيف ويستحيل أن يمر القادم من بوابات الخروج أو ما قبلها دون التواصل معهم، بالرغم من تواجد شركات تأجير سيارات، وأكثر من شركة توصيل، بالإضافة إلى الترتيب المسبق بين المسافر والفندق الذي قد يقدم خدمة استقبال للنزلاء، بالتأكيد، لا بأس في طلب الرزق وهو أمر محمود بل واجب، إلا أن تقنين كل مهنة لازم لغرض تنظيم سير العمل وضمان حقوق الأطراف المعنية والمستفيدين، خاصةً في ظل الازدهار في الإطار السياحي الذي تشهده المملكة العربية السعودية في وقتنا الحالي ولله الحمد والمنة، وانفتاح الدول والشعوب الأخرى على ثقافتنا بشكل غير مسبوق -أدام الله علينا نعمه-.
إن الإشكالية تكمن في كون أي شخص يستطيع أن يذهب إلى المطار أو مكان عام كالأسواق والمنتزهات وغيرها، ويقوم بتوصيل الأشخاص، دون أي ضمانات للركاب، على عكس شركات التوصيل المعروفة وسيارات الأجرة «التاكسي» فهوية السائق غالبًا ماتكون موجودة على لوحة أمام الراكب أو في التطبيق المستخدم، فضلًا عن ذلك، فإن الأجانب يزاحمون ابن البلد في هذه المهنة، لنتخيل الموقف، لو كنت سائحًا أجنبيًا ورغبت بأن يوصلني شخص، فأول خيار سيكون الشركات داخل المطار، وفي حال كان لدى السائح شريحة بيانات وانترنت فسيقوم بالاستعانة بشركات التوصيل بعدها سيلجأ إلى الكداد في حال عدم تواجد الخيارين الأول والثاني، وفي تلك الحالة، أفضل أن يكون الشخص من أهل البلد لكي يعكس لي فكرة الثقافة والناس من خلال المحادثات المتفرقة خلال الرحلة من وإلى المطار، فلو كان شخصاً أجنبياً لن أحصل على التجربة الكاملة، هناك أشخاص كثر يمتعضون من هذه الظاهرة إلا أنها لو تم تنظيمها فلن نرى بعض الإشكاليات التي تبدر من البعض وليس الكل، على سبيل المثال «الإلحاح» على المسافر أن يأتي معه، وعدم وجود سعر واضح منذ البداية مثل شركات التوصيل وعداد سيارة الأجرة، بشكل يضمن ويثبت ما تم الاتفاق عليه شفهيًا، كما يستحسن إيجاد مكان أو نقطة تجمع للكدادين يطلق عليها «سائق محلي» Local driver مثلاً، والأهم في هذا الخصوص أن يقدم السائق لإدارة المطار أو السوق وما إلى ذلك أوراقه الرسمية كالهوية ورخصة السير والاستمارة سارية المفعول، كل هذه لضمان أمان الراكب وحقوقه، كذلك حقوق الكداد، فما المانع من تنظيم شيء موجود في أغلب المجتمعات ومعروف بما يتماشى مع التطور الهائل الذي ننعم به اليوم -حمانا الله وأمدنا بالمزيد من النعم-.
رزقنا الكريم وإياكم بالرزق الواسع الحلال الطيب من غير كدٍّ أو تعبٍ.