عبده الأسمري
لكل مبدأ وقيمة ومقام أصول ثابتة تتعمق وتتأصل في عمق الإنسان وتتشكل من خلالها فصول السلوك في أثر وتأثير ومآثر في آفاق الحياة تظل مشاهد للفكر وشواهد للذكر في دروب عمر تتباين فيها «سلوكيات» البشر ما بين صواب يتعالى في سماء «المفروض» وخطأ يسقط في قعر «المرفوض».
هنالك من المرضى من يستخرج الابتسامة من ظلمات «الأنين» حتى يزرع الأمان في محيط أسرته وأحبابه ومعارفه ليملأ حياتهم بالطمأنينة رغماً عن ويلات «المرض» في اتجاه سلوكي يعكس «الأصل» المتأصل في عمق «الإيثار».
بيننا «جنود» مجهولون و»رحماء» معلومون و»فضلاء» نابهون يرتبون «مواعيد» البشائر على أسوار الانتظار لمساكين منتظرين أو محتاجين هائمين أو مرضى متألمين في أعمال وأفعال تجللت برداء الخبيئة وتكللت بدواء المصيبة لينثروا «عبير» الفرج في طرقات مكتظة بالعوائق وينشروا «أثير» الانفراج في دروب مليئة بالعقبات.
في صفحاتنا الساطعة بالضياء المعرفي «قامات» رفعت راية «الانفراد» وحققت «غاية» التفرد في ملاحم «عون» الآخرين و»غوث» الغير انطلقوا من «أصول» إنسانية وحققوا «فصولاً» مهنية وقفوا على خط «النهايات» ليوزعوا بشائر «التتويج» لمتخرجين من «مدارسهم» الذاتية وظلوا متوارين عن «فلاشات» التباهي ومختفين عن «إضاءات» الإعجاب مكتفين بعوائد «الدعوات» وفوائد» الذكريات» في صفحات «الخلائق» متجهين بأعمالهم وأفعالهم إلى مقام «الشفع» ومرام «النفع».
الوقفات الإنسانية متعددة الجوانب عديدة المجالات يراها البعض بمقدار «المال» وآخرون باقتدار «الجاه» ونوع أخير بقدر «العون» والصواب أن كل إعانة أو إغاثة أو مساعدة أو مشاركة أو مساندة تنطلق من «أصول» الحس الديني إلى «فصول» الإحساس الإنساني وتتجلى في صورة «وقفة» تقف على مرأى «الصدق» وتعلو في أفق «الواقع» وتتأصل في ثبات «الأجر» .. لذا فإن الخلل يكمن في مدى «الاستشعار» بمتاعب الآخرين وصدى «الشعور» بآلام الغير ممن يعيشون في محيطات الحياة وفق ترابط فطري وارتباط بشري يقتضي الاشتراك في السراء والضراء ففي نهاية «الأنفاق» المظلمة إشعاع مختلف يؤكد أن الواقفين في «طوابير» العسر هم أصحاب الفضل على المنطلقين في ساحات «اليسر».
يعيش الملتزمون بأصول «القيم» ومنطلقات «الشيم» في ظلال صحة نفسية مكتملة الجوانب يرتهنون إلى وجوب «الصبر» ويتراهنون على واجب «الجبر» يرون في مساحات «العيش» أسبقية للناجح وأحقية للطامح ويمعنون في الإبقاء على «مساحات» التعامل نقية صافية من الشبهات المرتبطة بمراقبة الآخرين أو التقاطعات المترابطة مع متابعة الغير ويظلون في سباق مع «الخيرات» وتنافس لتوزيع «المسرات» في دروب البشر ليقينهم أن الفصول المشعة بالفوائد تصنع النتائج المضيئة بالعوائد في محطة «عبور» الدنيا ومقر «خلود» الآخرة.
لنا في سجلات «الراحلين» عبرات تقودنا إلى منارات من «الضياء» الخيري و»الإمضاء» الإنساني والذي أبرز لنا عبر «الذاكرة» مناقب تجلت من «أصول» الأخلاق إلى «فصول» الخلائق عبر أزمنة متعاقبة علا فيها مقام «الإنسانية» الحقة المستندة على «المكارم» والمعتمدة على «الفضائل» من خلال ومضات وإضاءات وإمضاءات تستحق أن تدرس وأن تبقى «نماذج» خالدة عبر الزمن.
من «أصول» الانتماء لجوهر «الإنسان» تبرز «فصول» الإحسان» النابعة من معين «الحسنى» الناطقة في شؤون «النبل» والسامقة في متون» الفضل».