إيمان حمود الشمري
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر وأهم الوجهات الجاذبة للعديد من الأجانب الساعين للعمل والإقامة والاستثمار، لما يتوفر فيها من فرص مهمة ترضي الطموح، ويعد الاختلاف المجتمعي والبيئي واحداً من أهم العوائق التي تواجه الأجنبي بالانتقال والعيش بمكان مختلف عن ثقافة بلده، إلا أن هذا الأمر لم يعد عائقاً بالنسبة للكثير من الأجانب الوافدين وإنما على العكس تعايشوا مع المجتمع السعودي وتأثروا به وبعاداته وزيه وحتى ذائقته..
(حنا يا السعوديين) شعب مؤثِّر واستطاع أن يجذب جنسيات مختلفة ويجعلهم ينسجمون تماماً معنا، فالتعايش الذي نراه بين المجتمع السعودي والأجانب يكاد يكون لافتاً، للحد الذي جعل ثقافتنا تنتشر بينهم بشكل سريع ولافت، فالمملكة أيضاً تعتبر بلداً غنياً ثقافياً وتاريخياً، فقبل يومين التقيت بزوجين صينيين (بالمعيقلية) تبادلت معهما الحديث، أخبرتهما عن تجربتي بالصين وتشاركت معهما التقاط الصور، ومما أدهشني حقاً أن أجدهما في مكان يعبق بالتاريخ وليس في مطعم ذائع الصيت!
لافت أن نرى اللاعب رونالدو ينشر تعليقاً عبر حسابه في منصة (X) رداً على معالي المستشار تركي آل الشيخ، مبدياً حماسه وتفاعله مع ليلة الشاعر (واحد)! إنها ليست مجرد مجاملة وإنما نوع من التعايش والانسجام والتأثر باهتمامات المجتمع السعودي.
لافت أن نرى اللاعب البرتغالي (إلتون خوسيه) يرتدي الزي السعودي ويشارك السعوديين فرحة يوم التأسيس، وينشر مقطعاً مع ابنه وهما يرددان في اليوم الوطني، النشيد الوطني السعودي.. ولا يخفى علينا عشق لاعب الهلال الفرنسي (قوميز) للقهوة السعودية، وارتداؤه الثوب السعودي، ودعمه للسعودية في استضافة كأس العالم حتى بعد أن غادر نادي الهلال!
ومدهش أن نرى السفير الصيني يزور الأحساء، وينشر صورة من أمام مسجد (الجواثا) مدوناً تحتها أبياتاً شعرية من قصيدة (امرئ القيس)..
ومما يثير الإعجاب أيضاً، تفاعل السفير الياباني وإشادته ودعمه لمبادرة وزارة الثقافة (لعام الإبل-2024) ومشاركته بصورة التقطتها زوجته مع الإبل، كما عبّر عن إعجابه بالأطباق الشعبية السعودية التي جربها، وامتنانه للكرم السعودي..
ولا يخفى على أحد مدى اندماج وتأثر السفير الفرنسي مع المجتمع السعودي، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال تفاعله المستمر ومشاركته المجتمع السعودي تفاصيل يومية دقيقة عبر حسابه.
تتمتع المملكة بثقافة غنية متنوّعة تثري تجربة كل من يزورها أو يعيش فيها، ومن خلال الجهود المبذولة في الفعاليات الثقافية التي تسلط الضوء على التراث والفنون، استطاع الشعب السعودي نقل ثقافته وتقاليده بكل فخر واعتزاز إلى العالم، وساهم في تعزيز الفهم والتبادل الثقافي بين الشعوب وبناء جسر من التواصل رغم اختلاف الثقافات..
حنا يا السعوديين بكل فخر استثنائيون ومؤثِّرون.