تمكَّن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم من إجراء عملية نوعية وناجحة لاستبدال مفصل الركبة اليسرى بتقنية تخفف الآلام وتسرِّع التشافي مما أدى -بفضل الله - إلى إنهاء معاناة مريض يبلغ الثمانين من عمره من آلام الخشونة والاحتكاك الحاد وتلف غضاريف المفاصل، وغيرها من التبعات الحادة.
وقال د. عبدالله الشهراني استشاري جراحة العظام واستبدال المفاصل الصناعية، رئيس الفريق الطبي المعالج، إن المريض راجع المستشفى وهو يشكو من حزمة كبيرة من الأعراض كالآلام المتزايدة والتورّم وتغيّر شكل مفصل الركبة، بالإضافة إلى ضعف الحركة وصعوبتها، مع عدم الثبات عند محاولة تحمّل الوزن، ورجح الفحص السريري المبدئي وجود احتكاك حاد في المفصل، وهذا ما أكّدته الفحوصات الدقيقة التي خضع لها لاحقاً، وبيَّنت النتائج كذلك وجود تآكل في عظمتى المفصل، وارتخاء شديد في أربطة الركبة الجانبية، وخلل في حركة عظمة رأس الركبة.
وقام الفريق الطبي بدراسة الحالة على ضوء نتائج الفحوصات بحثاً عن تدخل طبي يناسب الحالة، وخلص إلى أن هناك إمكانية لإجراء عملية لاستبدال المفصل بآخر صناعي يتوافق مع معطيات التشخيص الطبي للحالة. وبعد اتخاذ الترتيبات والتحضيرات اللازمة أُجريت العملية وتم فيها استبدال مفصلي الركبة باستخدام مفصل صناعي خاص بهذه الحالات بالاستعانة بأحدث الأجهزة الطبية، وتكلَّلت العملية التي استمرت لمدة «90» دقيقة -ولله الحمد - بالنجاح، وتمكَّن المريض من المشي على قدميه بعد ساعات من العملية.
وأوضح د. الشهراني أن التقنية التي استخدمت في العملية على نحو مغاير للعمليات التقليدية، لا تتطلب قطع رباط العضلة الرباعية وتحافظ على سلامة الكثير من الأنسجة، مما يجنب المرضى الصعوبات المتمثلة في الآلام الحادة بعد العملية، وأيضاً طول مدتي التنويم والعلاج الطبيعي والتأهيل، والتي كانت تجعل المرضى يترددون كثيراً قبل اتخاذ قرار الخضوع لعمليات الاستبدال، على الرغم من أن أعراض «الاحتكاك والخشونة» تحول حياة المصابين إلى معاناة دائمة، بسبب الآلام المستمرة، وعدم القدرة على الحركة والنوم وممارسة الحياة بشكل طبيعي.