خالد بن حمد المالك
لا يريد الفلسطينيون أكثر من تطبيق القوانين الدولية في تمكينهم من الحصول على حقوقهم المشروعة وعلى رأسها إقامة دولة لهم على أراضيهم في حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
* *
ولا يريد الفلسطينيون أكثر من الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية في معاقبة المحتل الإسرائيلي على جرائمه بحق المدنيين والعزّل، وسلوكه المشين المدمر لمدنهم ومساكنهم.
* *
الفلسطينيون باتفاق أسلو اعترفوا بإسرائيل على أراضي ما قبل عام 1967م، والعرب بقمة بيروت أعلنوا أن لديهم الاستعداد للاعتراف بإسرائيل، وفق المبادرة العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية، وتبنتها قمة بيروت، بشرط أن تعترف إسرائيل بدولة للفلسطينيين.
* *
ولكن إسرائيل ترفض خيار الدولتين، وتكرر هذا الرفض كلما تحدثت من تحدث من الدول بأن حل الصراع في المنطقة يقوم على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة بقيام دولتهم على أراضيهم المحتلة.
* *
هذا موجز للموقف من قيام الدولة الفلسطينية، فبينما يمد الفلسطينيون والعرب أيديهم للسلام والاستقرار، مع حفظ الحقوق المشروعة للفلسطينيين، تتحدث إسرائيل بأنها بالضغط العسكري على حماس وعلى الفلسطينيين عموماً يُقضى على أملهم بالمطالبة بدولة، ويضمن الأمن والسلام لإسرائيل.
* *
أمريكا والغرب مع كل حرب يسرعون إلى القول بأنه لا غنى عن إقامة دولة للفلسطينيين، وأنه لا خيار آخر عن خيار دولتين متجاورتين واحدة لإسرائيل والأخرى لفلسطين، ولكن ما إن تهدأ الحروب، وتسكت أصوات المدافع، وتتوقف الصواريخ والمسيّرات حتى يلتزمون الصمت، ويتجنبون الحديث عن الدولة الفلسطينية.
* *
ومجمل القول أننا أمام دول كبرى تدعم التوجه الإسرائيلي، وتؤيِّد الاحتلال، ولا تتعاطف مع حقوق الفلسطينيين، وترى في المقاومة الفلسطينية ما يستدعي للإسرائيليين الحق بالدفاع عن النفس المشروع بحسب وجهة نظرها.
* *
وأمام كل هذا، فإن قيام الدولة الفلسطينية ليس منتظراً في الزمن الحاضر، وأن توقف إسرائيل عن حرب الإبادة في الضفة والقطاع ليس هو الآخر ضمن أجندة إسرائيل ومن يدعمها ويتعاون معها ولا يرى بأساً في ممارستها العدوانية.
* *
إذاً ستظل المقاومة حاضرة، وأيدي المقاتلين المدافعين عن أرضهم على الزناد، ما بقي العدو الإسرائيلي يمارس هذا التطهير العرقي وحرب الإبادة ويرفض قيام الدولة الفلسطينية، ممعناً في عدوانه دون أن يُحاسب أو يُعاقب، محمياً من أمريكا وبعض دول أوروبا.
* *
وفي كل الأحوال، فإن هذا الجزء من العالم الذي يشهد توتراً دائماً، وعدم استقرار في كثير من دوله، مع تعرض الملاحة في بحاره إلى التهديد، سيظل على هذا النحو، ما لم ترفع الدول الداعمة لإسرائيل يدها عن الدعم السياسي والعسكري والمالي.
* *
وبقي أخيراً أن نقول لجميع الدول المؤيِّدة للاحتلال الإسرائيلي: حذارِ من الاستمرار في أخذ المواقف السلبية من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، دون مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني في دولة تأويهم بعيداً عن سطوة الإسرائيليين وجرائمهم ضد الفلسطينيين، لأن الاستمرار في هذه المواقف ينذر بما هو أسوأ مما نراه الآن.