عثمان أبوبكر مالي
مؤشر جيد وتقدم كبير ظهر بشأن العمل الإداري (الجديد) في نادي الاتحاد خلال الفترة الماضية، وتحديداً الربع الثاني للموسم الرياضي، وذلك من خلال نتائج تقييم مبادرة الحوكمة للربع الثاني من الموسم الرياضي، الذي أعلنته وزارة الرياضة مطلع الأسبوع الحالي، واجتاز فيه النادي كامل مؤشر العمل المبني عليه التقييم، وحصل على مبلغ أربعة ملايين ونصف المليون ريال من (أصل خمسة ملايين) مخصصة للفئة التي يصنف فيها، ونقص المبلغ سببه الفئة التي يقبع فيها وهي فئة (ج) والتي تدحرج إليها بسبب سوء العمل والفشل في التصدي الإداري لمتطلبات الحوكمة خلال السنوات الثلاث الماضية، لأسباب كثيرة (تحدثت عنها كثيراً من قبل) ورغم التغير الإداري الكبير الذي حصل في (القيادة) التي تدير دفة العمل (حالياً) من خلال الرئيس التنفيذي الجديد (الخواجة) وجهازه المعاون، إلا أن الدعم الذي حصل عليه في تقييم الحوكمة لم يأت كاملاً، والسبب كما برره إعلان القرار، (عدم الانتقال لفئة أعلى من الموسم الماضي إلى الحالي) وهو أمر طبيعي جداً، فالحالة التي كان عليها الوضع الإداري والمالي في النادي كانت (مزرية جداً) يجد معها المتصدون للعمل اليوم صعوبات بالغة في الخروج من متاهاته الكبيرة جداً والمتراكمة، لدرجة أن هناك من (مطلعون) يطلقون عليها (تسونامي الفشل) وهو ما كان يفترض أنه يقود العمل في النادي والحقيقة أنه كان يعطله، والمؤسف أنه حتى الآن لم يتم التخلص من كامل مؤثرات (تسونامي) السابقة، حيث لا تزال بقية باقية من (الحرس القديم) توجد في أروقة النادي وتدير بعض مفاصل العمل المهمة، بشكل سلبي ومعطِّل، لكن يبقى التخلص منها مسألة وقت!
نجاح العمل الإداري الذي تحقق في الفترة الماضية وهي فترة قصيرة، يرفع درجة التفاؤل لدى المراقبين والمتابعين الاتحاديين في أنّ تحولاً (عملياً) سيحصل عليه النادي في جوانبه الأخرى، وتحديداً الجانب الرياضي (فرق الألعاب المنافسة)، فالمؤكد أن العمل المنظم يؤسس للعطاء ويقود إلى الاستقرار ويرفع مستوى الإنتاج وينعكس ذلك على كل ما يتعلق بالنادي، وهو ما يمكن للمشجع الاتحادي وللقارئ الكريم العودة إليه -بحول الله - خلال العامين القادمين، ومقارنة ما سيحصل عليه من تقدم ونتائج في التقييم والحوكمة الإدارية والتصنيف الذي سيتحول ويرتقي إليه، بشرط واضح ومهم جداً (سبق وأن أشرت إليه) أن يترك للرئيس التنفيذي (ومعاونيه وفريق عمله) العمل بإرادتهم وأفكارهم وتوجهاتهم دون تدخل أو تعطيل.
ويبقى الأهم وهو ما ينتظر ويتطلع إليه المشجع الاتحادي البسيط، هو انعكاسات (العمل الجديد) في النادي على فريق كرة القدم، على وجوده ومستواه و(عودته) للمنافسة سريعاً وموقعه الطبيعي (الرائد) في مقدمة الكرة السعودية، وذلك أمر حتمي منتظر ونتاج طبيعي سيتحقق له لكنه يحتاج إلى الوقت والجهد والصبر والتخلص كما قلت من مخلفات (تسونامي) الفشل الإداري الذريع الذي كبل النادي خلال السنوات الأخيرة، مع تقديم (الدعم المادي) الذي يحتاجه ويستحقه النادي الكبير.
كلام مشفر
** غداً يخوض الفريق الاتحادي مباراة الرد ضمن دوري أبطال آسيا أمام فريق نافباخور (الأوزبكي) على ملعبه وبين جماهيره، وكالمعتاد ستقود جماهير (المدرج الذهبي) لاعبيها في المباراة، وتنعش أكثر من آماله في الذهاب بعيداً في البطولة (المحببة) لهم، خاصة بعد اكتساب اللاعبين (الثقة) خلال المباريات التي خاضوها بعد العودة من التوقف الطويل.
** الثقة تزداد مباراة بعد أخرى والفريق يعود إلى مرحلة التعافي، بعد تعرّف المدرب على لاعبيه بالدرجة المطلوبة ومعالجته مواطن الخلل والقصور الواضحة والفاضحة في خطوطه، خاصة خط الضعفاء (أقصد البدلاء) في انتظار (المعالجة الأكبر) مع انطلاقة الموسم القادم، وإن كان ذلك أيضاً ينتظر حتماً معالجة في (الدعم المادي) الذي يحتاجه ويستحقه الفريق.
** جميل جداً التحذير الأخير الذي أعلنته (الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع) للمشاركين في المنصات الإعلامية، مطالبة إياهم بـ(التخلّق بأخلاقيات المهنة) مقدمة تحذيراً شديداً ومتوعدة بعقوبات مالية ضخمة وإيقاف عن الظهور الإعلامي.
** السؤال متى يتم التصدي للألفاظ والكلمات (العنصرية) المقزِّزة والمسيئة للأندية والكيانات الرياضية، والتي انتشرت بشكل كبير ويتبادل إطلاقها جماهير ومنتسبون للأندية الرياضية في مواقع التواصل الاجتماعي؟ ألقاب مسيئة ومقزِّزة ومنحطة تطلق علناً على الأندية الكبيرة وعلى كيانات كبيرة وعلى جماهير الأندية ضد بعضها البعض، من غير اكتراث أو رفض أو محاسبة أو حتى مجرد تنبيه!