عطية محمد عطية عقيلان
منذ ثلاثة قرون، في فبراير 1727م، أسس الإمام محمد بن سعود (رحمه الله) كياناً سياسياً يهدف لتحقيق الوحدة والازدهار والأمان، عاصمته الدرعية لتبدأ بذلك مرحلة جديدة على كافة الأصعدة، امتدت إنجازاتها وحضارتها خلال الدولة السعودية الأولى ثم الثانية وصولاً إلى إعلان توحيد المملكة العربية السعودي يوم 23 سبتمبر 1932م على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وكانت ومنذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون وحتى تاريخنا الحاضر، تزداد قوة ورسوخاً ومكانة متنامية، وتشهد نمواً على كافة المستويات والمجالات، حتى أصبحت من كبرى الدول G20، وماضيها وحاضرها مليئ وحافل بالقصص الملهمة على ما بذل من جهد ونفس ومال من أجل توحيدها وتحقيق الاستقرار والازدهار وتوفير الأمن والأمان، وأفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين وزوار وحجاج بيت الله الحرام والمسجد النبوي، وقد شهد النمو السكاني تزايداً عالياً، وهذا النمو السكاني، يقابله عمل ضخم في تطوير وتنمية كافة القطاعات والمجالات المختلفة وتحسين جودة الحياة، وهي من الركائز الأساسية لرؤية 2030، ومن بعض نتائجها التي أسلط فيها الضوء على ما يختص بجودة الحياة، إطلاق مشروع حديقة الملك سلمان بالرياض على مساحة تتجاوز الـ16 كيلو متراً مربعاً، كأكبر حديقة في العالم، تضم أكثر من مليون شجرة، وكما تضم مسرحاً ومرافق متعددة ومساراً دائرياً للمشاة بطول 7.2 كيلو متر، ومشروع المسار الرياضي بطول 135 (كم) ويمتد بين شرق وغرب الرياض، كما أنه تم إطلاق العديد من المشاريع الضخمة التي تؤكد على تحقيق جودة الحياة منها: مشروع تروجينا والذي يضم 6 مناطق تطويرية تغطي60 كيلو متراً مربعاً، ومشروع البحر الأحمر والذي يضم أكثر من 90 جزيرة، ويهدف المشروع إلى إنشاء فرص جديدة لقطاع السياحة في المملكة والمساهمة في نمو الاقتصاد وتمكين الشباب، ومشروع القدية والذي يقع على بعد 40 (كم) من الرياض، وعلى مساحة 334 (كم مربع)، الذي سيكون وجهة مبتكرة تقدم تجارب مغامرة متعددة، ومشروع أوكساجين وهي تمثل المحرك الاقتصادي والصناعي لنيوم، وأن تكون متفردة ولا تشبه سواها على وجه الأرض، وموطناً للشركات والمؤسسات الطموحة والواعدة، والعائلات التي تتطلع إلى معيشة استثنائية وتفتح آفاقاً لم يسبق لها مثيل نحو مستقبل نقي وصحي، كما تم إطلاق مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية: يهدف إلى تطويرها، لتكون مركزاً جاذباً للأعمال وللمشاريع القافية، ومقصداً رئيساً لروّاد الأعمال، ومشروع السودة للتطوير في منطقة عسير.
ختاماً فإن الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى تمثل بعداً تاريخياً وثقافياً وحضارياً مهماً، بما تحمله من عبق الماضي ورؤية ملهمة لمستقبل واعد، فتم إطلاق مشروع «بوابة الدرعية» كأكبر مشروع ثقافي تراثي بالعالم، وتجديد مدينة الدرعية التاريخية بالكامل، مع الحفاظ على تصميمها الأصيل، وليكون هذا المشروع «بوابة الدرعية» ليحكي أن هذا الباب الذي يحمل اسم الدرعية، وصل إلى عنان السماء لصناعة المستقبل، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مذكرين بمقولة سموه «لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها، وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل».