د. عثمان بن عبد العزيز آل عثمان
مكانة سامية لبلادنا تتحقق -بتوفيق الله تعالى- ثم بجهود قادتها من ملوك عظماء، وأمراء مخلصين، قاموا بتأسيس وبناء خير البلاد؛ لتصبح دولة عظمى متجددة صنعها الأجداد والآباء.
ويأتي احتفال المملكة بيوم التأسيس بتوجيهات مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله تعالى، حيث يوافق ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى بتولي الإمام محمد بن سعود (يرحمه الله تعالى) الحكم في الدرعية في منتصف عام 1139هـ، وما حققه من إنجازات مهمة أثرت في مكانة المملكة العربية السعودية وقوتها في ذلك الوقت، وامتدت هذه الآثار إلى يومنا الحالي، ومن هنا فإن الاحتفال بيوم التأسيس في هذا الوقت، إنما يمثل اعتزازًا بجذور راسخة وقوية في تاريخ العالم أجمع، وتخليد ذكرى مؤسسي المملكة وقادتها الأوائل في عقول وقلوب أبناء المملكة، وخاصة بحفاظ هؤلاء القادة والملوك على الهوية الإسلامية وتمسكهم بالعقيدة الصحيحة والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كأصول للحكم في مملكتنا الغالية، وتأكيدًا على إنجازات مهمة حققها حكام المملكة منذ بداية الدولة السعودية الأولى شهدت العديد من الإنجازات المشرفة وشمولها مناحي الحياة، وقد استمرت الإنجازات تتوالى إلى يومنا هذا بفضل الله -عز وجل- وجهود ملوكنا وأمرائنا و شعبنا الكريم.
وهي كلمات جميلة تتراقص فيها دموعي فرحًا وابتهاجًا بهذا اليوم، ويحار قلمي، وتتزاحم أفكاري للتعبير عن مدى سعادتنا وفرحنا بيوم التأسيس لبلادنا الغالية، فالحديث عن هذا اليوم حديث تفوح منه رائحةُ الفخر، وتحفهُ الكرامة، وتعتريه العزةُ. كيف لا، وهو حديث عن ماضٍ مجيد، وحاضرٍ زاهر، ومستقبلٍ باسم، -بإذن الله تعالى.
ومن فضل الله تعالى على بلادنا الغالية -أن حظيت- باهتمامٍ ورعايةٍ، ودعم حكومتنا الرشيدة- رعاها الله تعالى- لتواكب التطور والرقي والازدهار، لرفعة هذا الوطن العزيز الشامخ، وهي نعمةٌ عُظمى من الله رب العالمين فيه (الحرمان الشريفان)، ومحبته واجبة على كل إنسان، ومطلوب منه مشاعر وأعمال وخدمات واقتراحات وأفكار؛ لتكون مملكتنا في مصاف الدول المتقدمة.
فكل أمة من الأمم، وكل دولة من الدول على وجه الأرض لها تاريخها، ولها أرقامها المجيدة... ولها مواقفها... وعاداتها، ولها أيضاً يوم خاص من أيام العام تفتخر فيه، وتفاخر العالم... ويعتبر من أسعد أيامها؛ لأنه يعبر عن حدث معين... أو واقعة تاريخية تحقق من خلالها انتصار معين، وإنجازات وطنية تنموية عملاقة في شتى المجالات والأصعدة، ويعبر عن مسيرة حافلة بالخير والنماء لمملكتنا الغالية وشعارها العزم والحزم؛ لتحقيق المزيد من الإنجازات، في إرساء دعائم العمل العالمي والمحلي، والتخطيط برؤية ثاقبة وخطى ثابتة، وأن التقدير الدولي الذي تحظى به مملكتنا الغالية؛ نتيجة لمواقفها الإنسانية الثابتة وقراراتها الحاسمة، واهتمامها الخاص بتعزيز السلام العالمي، والتعاون الدولي، والإسهام في دعم كل الشعوب؛ لمنحهم مزيدًا من الدعم والتميز في جميع المجالات والأصعدة، والعمل على تحقيق إنجازات كبرى تخدم الوطن والمواطن والمقيم، وينظر إليها العالم بعيون التقدير والإجلال، وتحقيق الأهداف السامية لمملكتنا الغالية في شتى المجالات، والعمل لمواكبة التطور والرقي والازدهار لرفعة مملكتنا الغالية، وفق خطط استراتيجية متطورة، بأحدث الطرق العلمية، والعملية، وبأساليب متقدمة.
فإن الشعب السعودي الكريم يمتاز بالأصالة في الدين والخلق والسلوك، ويتصف بالإخلاص لله تعالى، والابتسامة أثناء العمل، وحب الخير للآخرين، فهو يتعامل مع الناس باحترام وتقدير وتهذيب، وإحساس بالمسؤولية؛ تجعلهم قادرين على الإبداع والتميز والتطور والتضحية، والصبر في سبيل راحة أفراد المجتمع، والمقيمين على أرض الحرمين الشريفين، ويرشدونهم ويقدمون لهم ما يحتاجونه من خدمات، ويعملون ذلك من أجل دينهم ووطنهم بإخاء وتعاون وود، فكل واحد منهم بأعماله وأفعاله وأقواله يعكس صورة واضحة مشرفة عن دينه ووطنه الغالي، وقدوة حسنة عن مملكتنا الغالية، متحملًا الصعاب مواجهًا للمشكلات، لديه القدرة على التنفيذ والتنظيم.
وأخيرًا: فإن يوم التأسيس جدير بالاهتمام والتأمل... وتوضيح أهميته... وما تم فيه من إنجازات ومبادرات عظيمة لأجيالنا؛ ليكون على بينة واضحة ومشرفة على ما تم في يوم التأسيس، فهو من أعظم المظاهر التي يجب أن نحافظ عليه تأكيدًا على ما تضمره قلوبنا من الحب والخير والتماسك والتراحم، والتأكيد على قوة محبة عميقة صادقة تجمع بين قلوبنا تطبيقا لأمر المولى القدير وشريعته؛ لكسب الثواب في الدنيا الآخرة.
نسأل المولى- عز وجل- أن يعم أيامنا كلها بالخيرات والبركات، وأن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والأمان في ظل الرعاية الكريمة لحكومتنا الرشيدة يرعاها الله تعالى، وكل عام بلادنا والمواطن والمقيم بأفضل حالٍ.