د. محمد الشيخ أبو الهيجاء

تحتفل المملكة العربية السعودية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بذكرى تأسيسها، حيث يوافق هذا التاريخ يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139 هـ/ 1727م، على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الذي أرسى قواعدها وأسسها الأولى، جاعلاً القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دستورا لها.

ومنذ ذلك التاريخ، كان الهدف الأسمى هو توفير الأمن والأمان والازدهار لساكنيها، ولتكن مترابطة الأرجاء تتسمُ بالمحبةِ والتآخي والُلحمة الوطنية بين أبنائها متحدية الصعاب وشح الموارد وليكون بمثابة يوم فخر وانتماء لهذا الوطن العظيم.

تم تخليد ذكراه وإطلاق اسمه -رحمه الله- على جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كرسالة معبرة عن دور المؤسس في نشر العلم والتقدم لهذا البلد العظيم، الذي توإلى على حكمه أئمة ميامين في الدولة السعودية الأولى ثم الثانية امتداداً إلى عهد الدولة السعودية الثالثة وتوحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ليستمر ترسيخ مفهوم توفير الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، لتحقيق مفهوم جودة الحياة على أراضيها، وليمتد تحقيق هذه المفاهيم في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود( حفظه الله) وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله-، وتصبح المملكة العربية السعودية في مصاف الدول العظمى والمؤثرة على كافة المجالات.

ولأن من أكبر التحديات التي تواجه وواجهت المملكة هي توفير المياه، في عالم يعاني من شحها، فقد جاءت الرؤية المباركة 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- لتولي قطاع المياه أهمية قصوى كمؤشر مهم لتوفير جودة الحياة، حيث تم اعتماد إستراتيجية وطنية للمياه تهدف إلى تعزيز استخدام الموارد المائية المتجددة والغير متجددة، وإستراتيجية وطنية للأمن الغذائي تهدف إلى خفض الفقد والهدر بنسبة (50%) عام 2030م، كما حقق توحيد الإطار المؤسسي لخدمات المياه والصرف الصحي في جميع مناطق المملكة من خلال إشراف شركة المياه الوطنية على إدارة القطاع، وزيادة عدد المستفيدين من خدمة المياه والصرف الصحي بأكثر من 6 ملايين مستفيد جديد، حيث تم إضافة شبكات مياه جديدة بأطوال تتعدى مئات الكيلومترات، وتم استبدال القديم منها لخفض وتقليل نسبة الفاقد، كما تم تطوير البنية التحتية للعدادات وأنظمة الفوترة من خلال تركيب عدادات مياه إلكترونية ذكية (Smart Water Meters) بدلا من العدادات الميكانيكية وربطها الكترونيا بأبراج خاصة لنقل بيانات استهلاك المياه من خلال تقنية (AMR) وهو ما أسهم في رفع موثوقية الفوترة ورفع جودة البيانات المرسلة، إضافة إلى زيادة كميات المياه الموزعة داخل الشبكة بـ 18% خلال أربع سنوات.

وفي الختام، حيث يفخر كل مواطن ومقيم على هذه البلاد المباركة بالجهود المبذولة من قبل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهماالله-، في سبيل توفير الخدمات والاحتياجات الأساسية وعلى رأسها المياه والتي تمثل تحديا للكثير من الدول، وفي ذكرى التأسيس ندعو الله - عز وجل - أن يحفظ البلاد وحكامها ويعلى مكانتها ويديم عليها الأمن والأمان والاستقرار والرفعة.