د. إبراهيم الشمسان أبو أوس
ظهرت هذه الموسوعة هذا العام (1445ه) بعد سنوات من العناء والجد والمثابرة، وقد هيأ الله لها علمين عالمين أستاذنا أ.د. عبدالله بن ناصر بن عليّ الوليعي وعبدالله بن براك بن سعد الدويحس، وهيأ لها رجلًا كريمًا كلل هذا العمل بنشره على نفقته وهو ابن الشماسية البرّ المحامي عبدالله بن عليّ الفيصل الفوزان السابق، فلهؤلاء الشكر ولكل من كان له سهمة في هذه الموسوعة التي جاءت في خمسة مجلدات ضخمة ونشرت نشرة أنيقة رائعة الإخراج وعززت متونها صور للمعالم والوثائق بالألوان واشتملت على جداول تضم تفصيلات متنوعة، وبلغت صفحات هذه الموسوعة 2575صفحة.
جاء في تعريف هذه الموسوعة (موسوعة الشماسية) أن فيها «توضيح لتاريخ ومعالم مدينة من بلادنا المملكة العربية السعودية الحبيبة يفيد القارئ ويزود الباحث بمطلبه عن معلومات تتعلق بالتاريخ والمعالم والعادات والتقاليد الاجتماعية لمدينة صغيرة نموذجية بواحاتها القديمة ومزارعها الحديثة وحدائقها وأحيائها الجديدة بجانب آثارها القديمة، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية مثل التلاع والشعاب التي تشكل وقت هطول الأمطار شلالات رائعة يندر وجود مثلها - بضخامة العدد والتشكيل البديع في غيرها. ومما يضفي على الشماسية روعة وجمالًا وقوعها بين ظاهرتين طبيعيتين متضادتين الجبل الصُّلب من الشرق والنفود السهل من الغرب».
ونواة هذه الموسوعة كتاب ألفه أ.د. عبدالله بن ناصر الوليعي عن الشماسية، وكان في سلسلة تصدرها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهي (هذه بلادنا)، رقم الكتاب (25) وتاريخه عام 1410هـ، وبلغت صفحاته (150) صفحة، ثم أعيدت طباعة الكتاب لتدارك بعض ما نقص من معلومات عن مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فصدر في عام 1421هـ في نحو 923 صفحة، وكان لي شرف مراجعة هذا الكتاب.
ولقد لقي كتاب الشماسية منذ صدوره كثيرًا من الثناء الذي حفّز صاحبه إلى توسيعه وجعله موسوعة شاملة عن الشماسية وقد أسعده في ذلك من شاركه في الإعداد والتأليف وقد ذكرت اسمه سابقًا. وذكر المؤلفان أنه في هذه الطبعة الموسوعية أعيد ترتيب كتاب الشماسية وجعل في مجلدات مختلفة يجمعها وحدة المضمون، وقد تضاعف حجم الكتاب حتى صار موسوعة؛ وذلك باستكمال معلومات الموسوعة وقد تضافرت جهود أبناء الشماسية في الاتصال بكبار السن والجلوس معهم والأخذ عنهم، وتزويد المؤلفَين بالمعلومات لكي يعاد تحريرها وترتيبها في مجلدات الموسوعة وفصولها.
ومن أكثر ما لفت انتباهي في مقدمة المؤلفين قولهما «إنَّ هذه الموسوعة ليست دعوة للإقليمية الضيقة وليست انتقاصًا من قدر أحد كما أنها ليست مجاراة لأحد؛ فالهدف الأسمى هو تسجيل مآثر هذه المدينة وحفظ بعض من تاريخها وأسماء رجالاتها من أجل تخليد ذكراهم ليتذكرهم أبناؤهم وأحفادهم»، وقد يبدو هذا غريبًا؛ ولكني ألتمس العذر للمؤلفين؛ إذ من الناس من يستولي عليه مثل هذا الظن، ولست أنسى منذ سنوات خلت أن صحفية كتبت عن ركن القصيم في مهرجان الجنادرية أنه نزعة إقليمية. وما صنعه المؤلفان ومن أسعدهما من أبناء الشماسية ينبغي أن يكون قدوة لغيرهم فما أروع أن تصدر كل مدينة موسوعة عنها. وقد رزقت بلادنا بأعمال موسوعية مثل المعجم الجغرافي للمناطق المختلفة الذي منه معجم بلاد القصيم للشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله وكذلك معاجم الأسر التي أصدرها مثل معجم أسر بريدة وغيرها. وليس من بأس بالتقليد إن كان حميدًا مفيدًا.
جعل المؤلفان موضوعات الموسوعة على النحو الآتي:
المجلد الأول: الموقع، التكوين الجيولوجي والهيدرولوجي والتضاريس (مظاهر السطح)، المناخ (الحرارة والرياح)، الغطاء النباتي، الزواحف والقوارض، الحيوانات البرية الموجودة والمنقرضة.
المجلد الثاني: تاريخ الشماسية، قصص ذات معنى، حكايات وطرائف، الحرف شبه المنقرضة، الفنون الشعبية، الأمثال والألعاب، العادات والتقاليد، القهوة العربية والأكلات الشعبية، اللهجة.
المجلد الثالث: التعليم والحركة الفكرية، مرحلة ما قبل التعليم الحكومي، مرحلة التعليم الحكومي، رجال ونساء من الشماسية.
المجلد الرابع: الشعر الفصيح، والشعر الشعبي، شاعرات من الشماسية، شعر المحاورات، الثناء على الشماسية وأهلها. وكان لي شرف مراجعة هذا المجلد.
المجلد الخامس: موقع الشماسية، المظاهر الطبيعية، والمناخ، والمراعي، الشماسية القديمة، المناسبات والاحتفالات.
ولا شك أن ما تضمنته هذا المجلدات منه ما هو مشترك في الجزيرة العربية، ومنها ما هو مشترك في نجد، ومنه ما هو مشترك في القصيم، ومنه ما هو خاص بالشماسية.
سيستمتع القارئ بقراءة أشياء ويفيد من أشياء، فألف شكر للعاملين على هذا العمل المبارك.